4780 [ ص: 36 ] ( لا تراءى ناراهما ) قال في " النهاية " : أي : يلزم المسلم ويجب عليه أن يتباعد منزله عن منزل المشرك , ولا يترك بالموضع الذي إذا أوقدت فيه ناره تلوح وتظهر للمشرك إذا أوقدها في منزله ، ولكنه ينزل مع المسلمين في دارهم ، وإنما كره مجاورة المشركين لأنهم لا عهد لهم ولا أمان ، وحث المسلمين على الهجرة ، والترائي " تفاعل " من الرؤية ، يقال : تراءى القوم إذا رأى بعضهم بعضا ، تراءى لي الشيء أي : ظهر حتى رأيته ، وإسناد الترائي إلى النارين مجاز من قولهم : داري تنظر إلى دار فلان ؛ تقابلها ، يقول : ناراهما مختلفتان هذه تدعو إلى الله ، وهذه تدعو إلى الشيطان ، فكيف تتفقان ، والأصل في [ ص: 37 ] تراءى : تتراءى ؛ فحذف إحدى التاءين تخفيفا .