458 ( جاء رجل ) قيل هو ضمام بن ثعلبة ( ثائر الرأس ) بالرفع على الصفة وبالنصب على الحال ، منتشر الشعر ( نسمع ) بالنون المفتوحة وبالياء المثناة التحتية المضمومة لما لم يسم فاعله ، وكذا ولا يفهم ( دوي ) بفتح الدال وحكي ضمها شدة الصوت وبعده في الهواء ( فإذا هو ) إذا للفجاءة ويجوز في ( يسأل ) الخبرية والحالية ( عن الإسلام ) أي عن شرائعه ( خمس صلوات ) مرفوع ؛ لأنه خبر مبتدأ محذوف ، أي هو ( إلا أن تطوع ) يريد بتشديد الطاء وتخفيفها ، وأصله تتطوع فمن شدد أدغم إحدى التاءين في الطاء لقرب المخرج ، ومن خفف حذف إحدى التاءين اختصارا لتخف الكلمة ، قال النووي هو استثناء [ ص: 228 ] منقطع معناه لكن يستحب لك أن تطوع ( فأدبر الرجل وهو يقول والله لا أزيد على هذا ، ولا أنقص منه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفلح إن صدق ) قال الزركشي في التنقيح فيه ثلاثة أقوال ، أحدها أنه أخبر بفلاحه ، ثم أعقبه بالشرط المتأخر لينبه على أن سبب فلاحه صدقه الثاني أنه فعل ماض أريد به مستقبل الثالث أنه تقدم على حرف الشرط والنية به التأخير ، كما أن النية بقوله إن صدق التقديم ، والتقدير إن صدق أفلح ، وقال النووي قيل هذا الفلاح راجع إلى قوله لا أنقص خاصة ، والأظهر أنه عائد إلى المجموع ، يعني إذا لم يزد ولم ينقص كان مفلحا ؛ لأنه أتى بما عليه ، ومن أتى بما عليه فهو مفلح ، وليس في هذا أنه إذا أتى بزائد لا يكون مفلحا ؛ لأن هذا مما يعرف بالضرورة ، فإنه إذا أفلح بالواجب ، فلأن يفلح بالواجب والمندوب أولى ، قال القرطبي قيل معناه لا أغير الفروض المذكورة بزيادة فيها ولا نقصان منها ، وقال ابن المنير يحتمل أن تكون الزيادة والنقص يتعلق بالإبلاغ ؛ لأنه كان وافد قومه ليتعلم ويعلمهم ، وقال الطيبي يحتمل أن يكون هذا الكلام صدر منه على طريق المبالغة في التصديق والقبول ، أي قبلت كلامك قبولا لا مزيد عليه من جهة السؤال ، ولا نقصان فيه من طريق القبول ، قال الحافظ ابن حجر وهذه الاحتمالات الثلاثة مردودة برواية nindex.php?page=hadith&LINKID=757356لا أتطوع شيئا ، ولا أنقص مما فرض الله علي شيئا رواها nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في الصيام ، قال فإن قيل فكيف أقره على حلفه وقد ورد النكير على من حلف أن لا يفعل خيرا ، أجيب بأن ذلك يختلف باختلاف الأحوال والأشخاص ، وهذا جار على [ ص: 229 ] الأصل أنه لا إثم على تارك غير الفرائض فهو مفلح ، وإن كان غيره أكثر فلاحا منه