5001 ( بني الإسلام على خمس ) قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام في " أماليه " : فيه إشكال ؛ لأن الإسلام إن أريد به الشهادة فهو مبني عليها ؛ لأنها شرط في الإيمان مع الإمكان الذي هو شرط في الخمس ، وإن أريد بها الإيمان فكذلك ؛ لأنه شرط ، وإن أريد به الانقياد ، والانقياد هو الطاعة ، والطاعة فعل المأمور به ، والمأمور به هي هذه الخمس لا على سبيل الحصر ، فيلزم بناء الشيء على نفسه .
قال : والجواب أنه التذلل العام الذي هو اللغوي ، لا التذلل الشرعي الذي هو فعل الواجبات حتى يلزم بناء الشيء على نفسه ، ومعنى الكلام : أن التذلل اللغوي يترتب على هذه الأفعال مقبولا من العبد طاعة وقربة ، وقال في مواضع أخر : إن قيل : هذه الخمس هي الإسلام ، فما المبني عليه؟ فالجواب أن المبني هو الإسلام الكامل لا أصل الإسلام ، وقال في " فتح الباري " : فإن قيل : الأربعة المذكورة مبنية على الشهادة ؛ إذ لا يصح شيء منها إلا بعد وجودها ، فكيف يضم مبني إلى مبني عليه في مسمى واحد؟ أجيب بجواز ابتناء أمر على أمر ، وابتناء الأمرين على أمر آخر . فإن قيل : المبني لا بد أن يكون غير المبني عليه؟ أجيب بأن [ ص: 109 ] المجموع غير من حيث الانفراد ، عين من حيث الجمع ، ومثاله البيت من الشعر يجعل على خمسة أعمدة أحدها أوسط والبقية أركان ، فما دام الأوسط قائما فمسمى البيت موجود ولو سقط أحد من الأركان ، فإذا سقط الأوسط سقط مسمى البيت ، فالبيت بالنظر إلى مجموعه شيء واحد ، وبالنظر إلى أفراده أشياء ، وأيضا بالنظر إلى أسه أصلي ، والأركان تبع وتكملة ( شهادة أن لا إله إلا الله ) مخفوض على البدل من " خمس " ، ويجوز الرفع على حذف الخبر ، والتقدير : " منها شهادة أن لا إله إلا الله " ، أو على حذف المبتدأ ، والتقدير : أحدها شهادة أن لا إله إلا الله .