5029 [ ص: 119 ] ( انتدب الله ) أي : سارع بثوابه وحسن جزائه ، وقيل : بمعنى أجاب إلى المراد ، ففي " الصحاح " : ندبت فلانا لكذا فانتدب ، أي : أجاب إليه ، وقيل : معناه تكفل بالمطلوب ، ويدل عليه رواية nindex.php?page=showalam&ids=12070للبخاري في باب الجهاد بلفظ : تكفل الله ، وبلفظ : nindex.php?page=hadith&LINKID=757480توكل الله ، ووقع في رواية الأصيلي : " ائتدب " بياء مثناة تحتية مهموزة بدل النون ، من المأدبة ، وأطبقوا على أنه تصحيف ( لا يخرجه إلا الإيمان بي ) هو بالرفع على أنه فاعل يخرج والاستثناء مفرغ ، وقوله : " بي " ، فيه عدول عن ضمير الغيبة إلى ضمير المتكلم . قال ابن مالك [ ص: 120 ] كان الظاهر أن يقال : إلا الإيمان به والجهاد في سبيله " ، ولكنه على تقدير اسم فاعل من القول منصوب على الحال ، أي : انتدب الله لمن خرج في سبيله قائلا : لا يخرجه إلا الإيمان بي من باب الالتفات . قلت : هذا خطأ ؛ فإن شرط الالتفات أن يكون الجملتان من متكلم واحد ، وقوله : انتدب الله لمن يخرج في سبيله من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ، وقوله : لا يخرجه إلا الإيمان بي والجهاد في سبيلي ، من كلام الله تعالى ، فلا يصح أن يكون التفاتا ؛ لأن الجملتين ليستا من متكلم واحد ، فتعين ما قاله ابن مالك ، وقوله : إن حذف الحال لا يجوز جوابه أنه من باب حذف القول ، وحذف القول من باب البحر ، حدث عنه ولا حرج .