5522 [ ص: 279 ] ( عن بشير بن كعب ) بضم الموحدة وفتح المعجمة ( إن سيد الاستغفار ) في رواية : " أفضل الاستغفار " أي : الأكثر ثوابا للمستغفر به من المستغفر بغيره ( اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت ، خلقتني وأنا عبدك ، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت ) قال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي : أي : أنا على ما عاهدتك عليه ووعدتك من الإيمان وإخلاص الطاعة لك ، ويحتمل أن يكون معناه : أني مقيم على ما عاهدت إلي من أمرك ، وأنك منجز وعدك في المثوبة بالأجر ، واشتراطه الاستطاعة في ذلك معناه الاعتراف بالعجز والقصور عن كنه الواجب من حقه تعالى ( أبوء لك بذنبي ) قال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي : يريد الاعتراف [ ص: 280 ] به ، ويقال : باء فلان بذنبه إذا احتمله كرها لا يستطيع دفعه عن نفسه ( فإن قالها حين يصبح موقنا بها فمات دخل الجنة ) قال الكرماني : فإن قلت : المؤمن - وإن لم يقلها - يدخل الجنة . قلت : المراد أنه يدخلها ابتداء من غير دخول النار ؛ ولأن الغالب أن المؤمن بحقيقتها ، المؤمن بمضمونها لا يعصي الله تعالى ، أو لأن الله تعالى يعفو عنه ببركة هذا الاستغفار ، فإن قلت : فما الحكمة في كونه أفضل الاستغفارات؟ قلت : هذا وأمثاله من التعبديات ، والله أعلم بذلك ، لكن لا شك أن فيه ذكر الله بأكمل الأوصاف ، وذكر نفسه بأنقص الحالات ، وهو أقصى غاية التضرع ، ونهاية الاستكانة لمن لا يستحقها إلا هو ، أما الأول فلما فيه من الاعتراف بوجود الصانع وتوحيده ، الذي هو أصل الصفات العدمية المسماة بصفات الجلال ، والاعتراف بالصفات السبعة التي هي الصفات الوجودية المسماة بصفات الإكرام ، وهي القدرة اللازمة من الخلق ، الملزومة للإرادة والعلم والحياة ، والخامسة الكلام اللازم من الوعد والسمع والبصر اللازمان من المغفرة ؛ إذ المغفرة للمسموع وللمبصر لا يتصور إلا بعد السماع والإبصار . وأما الثاني فلما فيه أيضا من [ ص: 281 ] الاعتراف بالعبودية وبالذنوب في مقابلة النعمة التي تقتضي نقيضها وهو الشكر .