690 ( سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي مسجد وضع أولا؟ قال : المسجد الحرام ، قلت : ثم أي؟ قال : المسجد الأقصى قلت : وكم بينهما؟ قال : أربعون عاما ) قال القرطبي : فيه إشكال ، وذلك أن المسجد الحرام بناه إبراهيم عليه السلام بنص القرآن ، والمسجد الأقصى بناه سليمان عليه السلام كما أخرجه [ ص: 33 ] nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي من حديث ابن عمر ، وسنده صحيح ، وبين إبراهيم وسليمان أيام طويلة ، قال أهل التاريخ : أكثر من ألف سنة قال : ويرتفع الإشكال بأن يقال : الآية والحديث لا يدلان على بناء إبراهيم وسليمان لما بينا ابتداء وضعهما لهما ، بل ذاك تجديد لما كان أسسه غيرهما وبدأه ، وقد روي أن أول من بنى البيت آدم ، وعلى هذا فيجوز أن يكون غيره من ولده وضع بيت المقدس من بعده بأربعين عاما انتهى . قلت : بل آدم نفسه هو الذي وضعه أيضا . قال الحافظ ابن حجر في كتاب التيجان لابن هشام : إن آدم لما بنى الكعبة أمره الله - تعالى - بالسير إلى بيت المقدس ، وأن يبنيه فبناه ونسك فيه