[
ذكر شجاعة المجاهدين من قبل مع الأنبياء ]
ثم قال :
وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين أي وكأين من نبي أصابه القتل ، ومعه ربيون كثير : أي جماعة ، فما وهنوا لفقد نبيهم وما ضعفوا عن عدوهم ، وما استكانوا لما أصابهم في الجهاد عن الله تعالى وعن دينهم ، وذلك الصبر ، والله يحب الصابرين
وما كان قولهم إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين [
تفسير ابن هشام لبعض الغريب ]
قال
ابن هشام : واحد الربيين : ربي ؛ وقولهم :
الرباب ، لولد عبد مناة بن أد بن طانجة بن إلياس ، ولضبة ، لأنهم تجمعوا وتحالفوا ، من هذا ، يريدون الجماعات . وواحدة
الرباب : ربة ( وربابة ) وهي جماعات قداح أو عصي ونحوها ، فشبهوها بها . قال
أبو ذؤيب الهذلي :
وكأنهن ربابة وكأنه يسر يفيص على القداح ويصدع
وهذا البيت في أبيات له . وقال
أمية بن أبي الصلت :
حول شياطينهم أبابيل ربيون شدوا سنورا مدسورا
وهذا البيت في قصيدة له :
قال
ابن هشام : والربابة ( أيضا ) : الخرقة التي تلف فيها القداح . قال
ابن هشام : والسنور : الدروع . والدسر ، هي المسامير التي في الحلق ، يقول الله عز وجل
وحملناه على ذات ألواح ودسر قال الشاعر ، وهو
أبو الأخزر الحماني ، من
تميم :
[ ص: 113 ] دسرا بأطراف القنا المقوم
قال
ابن إسحاق : أي فقولوا مثل ما قالوا ، واعلموا أنما ذلك بذنوب منكم ، واستغفروه كما استغفروه ، وامضوا على دينكم كما مضوا على دينهم ، ولا ترتدوا على أعقابكم راجعين ، واسألوه كما سألوه أن يثبت أقدامكم ، واستنصروه كما استنصروه على القوم الكافرين ، فكل هذا من قولهم قد كان ؛ وقد قتل نبيهم ، فلم يفعلوا كما فعلتم ،
فآتاهم الله ثواب الدنيا بالظهور على عدوهم ،
وحسن ثواب الآخرة وما وعد الله فيها ،
والله يحب المحسنين