[ ص: 13 ] أمر عمرو بن عامر في خروجه من اليمن [
وقصة سد مأرب ]
وكان سبب خروج
عمرو بن عامر من
اليمن - فيما حدثني
أبو زيد الأنصاري - أنه رأى جرذا يحفر في سد مأرب ، الذي كان يحبس عليهم الماء - فيصرفونه حيث شاءوا من أرضهم ، فعلم أنه لا بقاء للسد على ذلك ، فاعتزم على النقلة من
اليمن ، فكاد قومه ، فأمر أصغر ولده إذا أغلظ له ولطمه أن يقوم إليه فيلطمه ، ففعل ابنه ما أمره به ، فقال
عمرو : لا أقيم ببلد لطم وجهي فيه أصغر ولدي ، وعرض أمواله . فقال أشراف من أشراف
اليمن : اغتنموا غضبة
عمرو ، فاشتروا منه أمواله .
وانتقل في ولده وولد ولده . وقالت
الأزد : لا نتخلف عن
عمرو بن عامر ، فباعوا أموالهم ، وخرجوا معه ، فساروا حتى نزلوا بلاد
عك مجتازين يرتادون البلدان ، فحاربتهم
عك ، فكانت حربهم سجالا . ففي ذلك قال
عباس بن مرداس البيت الذي كتبنا .
ثم ارتحلوا عنهم فتفرقوا في البلدان ، فنزل
آل جفنة بن عمرو بن عامر الشام ، ونزلت
الأوس والخزرج يثرب ، ونزلت
خزاعة مرا ، ونزلت
أزد السراة ، ونزلت
أزد عمان عمان .
ثم أرسل الله تعالى على السد السيل فهدمه ، ففيه أنزل الله تبارك وتعالى على رسوله
محمد صلى الله عليه وسلم :
لقد كان لسبإ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم .
[ ص: 14 ] والعرم : السد ، واحدته : عرمة ، فيما حدثني
أبو عبيدة . قال
الأعشى : أعشى بني قيس بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن هنب بن أفصى بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد .
قال
ابن هشام : ويقال :
أفصى بن دعمي بن جديلة ، واسم
الأعشى ، ميمون بن قيس بن جندل بن شراحيل بن عوف بن سعد بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة :
وفي ذاك للمؤتسي أسوة ومارب عفى عليها العرم رخام بنته لهم حمير
إذا جاء مواره لم يرم فأروى الزروع وأعنابها
على سعة ماؤهم إذ قسم فصاروا أيادى ما يقدرو
ن منه على شرب طفل فطم
وهذه الأبيات في قصيدة له .
وقال
أمية بن أبي الصلت الثقفي - واسم
ثقيف قسي بن منبه بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان :
من سبأ الحاضرين مأرب إذ يبنون من دون سيله العرما
وهذا البيت في قصيدة له .
وتروى
nindex.php?page=showalam&ids=8572للنابغة الجعدي ، واسمه قيس بن عبد الله أحد
بني جعدة بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن وهو حديث طويل ، منعني من استقصائه ما ذكرت من الاختصار