[
سبب تسمية الرسول لخراش بالقتال ]
قال
ابن إسحاق [ ص: 414 ] : حدثني ،
سعيد بن أبي سندر الأسلمي ، عن رجل من قومه قال : كان معنا رجل يقال له
أحمر بأسا ، وكان رجلا شجاعا ، وكان إذا نام غط غطيطا منكرا لا يخفى مكانه ، فكان إذا بات في حيه بات معتنزا ، فإذا بيت الحي صرخوا يا
أحمر ، فيثور مثل الأسد ، لا يقوم لسبيله شيء . فأقبل غزي ، من
هذيل يريدون حاضره حتى إذا دنوا من الحاضر ، قال
ابن الأثوع الهذلي : لا تعجلوا علي حتى أنظر فإن كان في الحاضر
أحمر فلا سبيل إليهم ، فإن له غطيطا لا يخفى ، قال : فاستمع ، فلما سمع غطيطه مشى إليه حتى وضع السيف في صدره ، ثم تحامل عليه حتى قتله ، ثم أغاروا على الحاضر ، فصرخوا يا
أحمر ولا
أحمر لهم فلما كان عام الفتح وكان الغد من يوم الفتح ، أتى
ابن الأثوع الهذلي حتى دخل
مكة ينظر ويسأل عن أمر الناس ، وهو على شركه فرأته
خزاعة ، فعرفوه ، فأحاطوا به وهو إلى جنب جدار من جدر
مكة ، يقولون : أأنت قاتل
أحمر ؟ قال : نعم ، أنا قاتل
أحمر فمه ؟ قال : إذ أقبل
خراش بن أمية مشتملا على السيف . فقال : هكذا عن الرجل ، و والله ما نظن إلا أنه يريد أن يفرج الناس عنه . فلما انفرجنا عنه حمل عليه ، فطعنه بالسيف في بطنه . فوالله
[ ص: 415 ] لكأني أنظر إليه وحشوته تسيل من بطنه ، وإن عينيه لترنقان في رأسه وهو يقول : أقد فعلتموها يا معشر
خزاعة ؟ حتى انجعف فوقع فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=780449يا معشر خزاعة ، ارفعوا أيديكم عن القتل ، فقد كثر القتل إن نفع ، لقد قتلتم قتيلا لأدينه
قال
ابن إسحاق : وحدثني
عبد الرحمن بن حرملة الأسلمي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب ، قال : لما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم ما صنع
خراش بن أمية ، قال :
إن خراشا لقتال يعيبه بذلك .