استيلاء قوم كنانة وخزاعة على البيت ونفي جرهم [ بغي
جرهم بمكة وطرد
بني بكر لهم ]
ثم إن
جرهما بغوا
بمكة ، واستحلوا خلالا من الحرمة ، فظلموا من دخلها من غير أهلها ، وأكلوا مال
الكعبة الذي يهدى لها ، فرق أمرهم . فلما رأت
بنو بكر بن عبد مناة بن كنانة ،
وغبشان من
خزاعة ذلك ، أجمعوا
[ ص: 114 ] لحربهم وإخراجهم من
مكة . فآذنوهم بالحرب فاقتتلوا ، فغلبتهم
بنو بكر وغبشان فنفوهم من
مكة . وكانت
مكة في الجاهلية لا تقر فيها ظلما ولا بغيا ، ولا يبغي فيها أحد إلا أخرجته ، فكانت تسمى
الناسة ، ولا يريدها ملك يستحل حرمتها إلا هلك مكانه ، فيقال : إنها ما سميت
ببكة إلا أنها كانت تبك أعناق الجبابرة إذا أحدثوا فيها شيئا .