[
ما آثر به قصي عبد الدار ]
قال
ابن إسحاق : فلما كبر
قصي ورق عظمه ، وكان
عبد الدار بكره ، وكان
عبد مناف قد شرف في زمان أبيه وذهب كل مذهب ،
وعبد العزى وعبد . قال
قصي لعبد الدار : أما والله يا بني لألحقنك بالقوم ، وإن كانوا قد شرفوا عليك : لا يدخل رجل منهم
الكعبة حتى تكون أنت تفتحها له ، ولا يعقد
لقريش لواء لحربها إلا أنت بيدك ، ولا يشرب أحد
بمكة إلا من سقايتك ، ولا يأكل أحد من أهل الموسم طعاما إلا من طعامك ، ولا تقطع
قريش [ ص: 130 ] أمرا من أمورها إلا في دارك . فأعطاه داره
دار الندوة ، التي لا تقضي
قريش أمرا من أمورها إلا فيها ، وأعطاه الحجابة واللواء والسقاية والرفادة .
[ الرفادة ]
وكانت الرفادة خرجا تخرجه
قريش في كل موسم من أموالها إلى
قصي بن كلاب ، فيصنع به طعاما للحاج ، فيأكله من لم يكن له سعة ولا زاد . وذلك أن
قصيا فرضه على
قريش ، فقال لهم حين أمرهم به : يا معشر
قريش ، إنكم جيران الله وأهل بيته وأهل الحرم ، وإن الحاج ضيف الله وزوار بيته ، وهم أحق الضيف بالكرامة ، فاجعلوا لهم طعاما وشرابا أيام الحج ، حتى يصدروا عنكم ففعلوا . فكانوا يخرجون لذلك كل عام من أموالهم خرجا فيدفعونه إليه ، فيصنعه طعاما للناس أيام
منى . فجرى ذلك من أمره في الجاهلية على قومه حتى قام الإسلام ، ثم جرى في الإسلام إلى يومك هذا . فهو الطعام الذي يصنعه السلطان كل عام .
بمنى للناس حتى ينقضي الحج .
قال
ابن إسحاق : حدثني بهذا من أمر
قصي بن كلاب ، وما قال
لعبد الدار فيما دفع إليه مما كان بيده ،
أبي إسحاق بن يسار ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14099الحسن بن محمد بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم قال :
سمعته يقول ذلك لرجل من بني عبد الدار ، يقال له :
نبيه بن وهب بن عامر بن عكرمة بن عامر بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي .
قال الحسن : فجعل إليه
قصي كل ما كان بيده من أمر قومه ، وكان
قصي لا يخالف ، ولا يرد عليه شيء صنعه .