[
ربيعة بن نصر وسطيح ]
قال
ابن إسحاق : فبعث إليهما ، فقدم عليه
سطيح قبل
شق ، فقال له : إني رأيت رؤيا هالتني وفظعت بها ، فأخبرني بها ، فإنك إن أصبتها أصبت تأويلها . قال أفعل ، رأيت حممه خرجت من ظلمه ، فوقعت بأرض تهمه ، فأكلت منها كل ذات جمجمه ، فقال له الملك : ما أخطأت منها شيئا يا
سطيح ، فما عندك في تأويلها ؟ فقال : أحلف بما بين الحرتين من حنش ، لتهبطن أرضكم
الحبش ، فلتملكن ما بين
أبين إلى
جرش ، فقال له الملك :
[ ص: 17 ] وأبيك يا
سطيح ، إن هذا لنا لغائظ موجع ، فمتى ، هو كائن ؟ أفي زماني هذا ، أم بعده ؟ قال : لا ، بل بعده بحين ، أكثر من ستين أو سبعين ، يمضين من السنين قال : أفيدوم ذلك من ملكهم أم ينقطع ؟ قال : لا ، بل ينقطع لبضع وسبعين من السنين ، ثم يقتلون ويخرجون منها هاربين ، قال : ومن يلي من ذلك من قتلهم وإخراجهم ؟ قال : يليه
إرم ( بن ) ذي يزن ، يخرج عليهم من عدن ، فلا يترك أحدا منهم
باليمن ، قال : أفيدوم ذلك من سلطانه ، أم ينقطع ؟ قال : لا ، بل ينقطع ، قال : ومن يقطعه ؟ قال : نبي زكي ، يأتيه الوحي من قبل العلي ، قال : وممن هذا النبي ؟ قال : رجل من ولد
غالب بن فهر بن مالك بن النضر ، يكون الملك في قومه إلى آخر الدهر ؟ قال : وهل للدهر من آخر ؟ قال : نعم ، يوم يجمع فيه الأولون والآخرون يسعد فيه المحسنون ويشقى فيه المسيئون قال : أحق ما تخبرني ؟ قال : نعم ، والشفق والغسق ، والفلق إذا اتسق إن ما أنبأتك به لحق .