[
الضرب بالقداح عند العرب ]
وكان عند هبل قداح سبعة ، كل قدح منها فيه ( كتاب . قدح فيه ) ( العقل ) إذا اختلفوا في العقل من يحمله منهم ، ضربوا بالقداح السبعة : فإن خرج العقل فعلى من خرج حمله ، وقدح فيه نعم للأمر إذا أرادوه يضرب به في القداح ، فإن خرج قدح نعم عملوا به ، وقدح فيه لا إذا أرادوا أمرا ضربوا به في القداح ، فإن خرج ذلك القدح لم يفعلوا ذلك الأمر ؛ وقدح فيه منكم ؛ وقدح فيه ملصق ، وقدح فيه من غيركم ؛ وقدح فيه المياه إذا أرادوا أن يحفروا للماء ضربوا بالقداح ، وفيها ذلك القدح ، فحيثما خرج عملوا به .
وكانوا إذا أرادوا أن يختنوا غلاما ، أو ينكحوا منكحا ، أو يدفنوا ميتا ، أو شكلوا في نسب أحدهم ، ذهبوا به إلى هبل وبمئة درهم وجزور ، فأعطوها صاحب القداح الذي يضرب بها ، ثم قربوا صاحبهم الذي يريدون به ما يريدون ، ثم قالوا : يا إلهنا ، هذا فلان بن فلان قد أردنا به كذا وكذا ، فأخرج الحق فيه . ثم يقولون لصاحب القداح : اضرب فإن خرج عليه منكم كان منهم وسيطا ، وإن خرج عليه من غيركم كان حليفا ، وإن خرج عليه ملصق كان على منزلته فيهم ، لا نسب له ولا حلف ، وإن خرج فيه شيء ، مما سوى هذا مما يعملون به نعم عملوا به ،
[ ص: 153 ] وإن خرج لا ، أخروه عامه ذلك حتى يأتوه به مرة أخرى ، ينتهون في أمورهم إلى ذلك مما خرجت به القداح .