[
دعوة تبان قومه إلى النصرانية ، وتحكيمهم النار بينهم وبينه ]
ثم خرج منها متوجها إلى
اليمن بمن معه من جنوده وبالحبرين ، حتى إذا دخل
[ ص: 27 ] اليمن دعا قومه إلى الدخول فيما دخل فيه ، فأبوا عليه ، حتى يحاكموه إلى النار التي كانت
باليمن .
قال
ابن إسحاق : حدثني
أبو مالك بن ثعلبة بن أبي مالك القرظي ، قال سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=12386إبراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيد الله يحدث :
أن
تبعا لما دنا من
اليمن ليدخلها حالت
حمير بينه وبين ذلك : وقالوا : لا تدخلها علينا ، وقد فارقت ديننا ، فدعاهم إلى دينه وقال : إنه خير من دينكم ، فقالوا : فحاكمنا إلى النار ؛ قال : نعم ، قال : وكانت
باليمن - فيما يزعم
أهل اليمن - نار تحكم بينهم فيما يختلفون فيه ، تأكل الظالم ولا تضر المظلوم ، فخرج قومه بأوثانهم وما يتقربون به في دينهم وخرج الحبران بمصاحفهما في أعناقهما متقلديها ، حتى قعدوا للنار عند مخرجها الذي تخرج منه ، فخرجت النار إليهم ، فلما أقبلت نحوهم حادوا عنها وهابوها ، فذمرهم من حضرهم من الناس ، وأمروهم بالصبر لها ، فصبروا حتى غشيتهم ، فأكلت الأوثان وما قربوا معها ، ومن حمل ذلك من رجال
حمير ، وخرج الحبران بمصاحفهما في أعناقهما تعرق جباههما لم تضرهما ، فأصفقت عند ذلك
حمير على دينه ، فمن هنالك وعن ذلك كان أصل اليهودية
باليمن .
قال
ابن إسحاق : وقد حدثني محدث أن الحبرين ، ومن خرج من
حمير ، إنما اتبعوا النار ليردوها ، وقالوا : من ردها فهو أولى بالحق ، فدنا منها رجال من
حمير بأوثانهم ليردوها فدنت منهم لتأكلهم ، فحادوا عنها ولم يستطيعوا ردها ودنا منها الحبران بعد ذلك وجعلا يتلوان التوراة وتنكص عنهما ، حتى رداها إلى مخرجها الذي خرجت منه ، فأصفقت عند ذلك
حمير على دينهما ، والله أعلم أي ذلك كان .