[
سلمان والأسقف الصالح ]
قال : يقول
سلمان : فما رأيت رجلا لا يصلي الخمس ، أرى أنه كان أفضل منه ( و ) أزهد في الدنيا ، ولا أرغب في الآخرة ، ولا أدأب ليلا ونهارا منه . قال : فأحببته حبا لم أحبه شيئا قبله . قال : فأقمت معه زمانا طويلا ، ثم حضرته الوفاة ، فقلت له : يا فلان ، إني قد كنت معك وأحببتك حبا لم أحبه شيئا قبلك ، وقد حضرك ما ترى من أمر الله تعالى ، فإلى من توصي بي ؟ وبم تأمرني ؟ قال : أي بني ، والله ما أعلم اليوم أحدا على ما كنت عليه ، فقد هلك الناس ، وبدلوا وتركوا أكثر ما كانوا عليه ، إلا رجلا
بالموصل ، وهو فلان ، وهو على ما كنت عليه فالحق به .
[ ص: 217 ] [
سلمان وصاحبه بالموصل ]
قال : فلما مات وغيب لحقت بصاحب
الموصل ، فقلت له : يا فلان ، إن فلانا أوصاني عند موته أن ألحق بك ، وأخبرني أنك على أمره ؛ فقال لي : أقم عندي ، فأقمت عنده ، فوجدته خير رجل على أمر صاحبه ، فلم يلبث أن مات . فلما حضرته الوفاة ، قلت له : يا فلان ، إن فلانا أوصى بي إليك ، وأمرني باللحوق بك ، وقد حضرك من أمر الله ما ترى ، فإلى من توصي بي ؟ وبم تأمرني ؟ قال : يا بني ، والله ما أعلم رجلا على مثل ما كنا عليه ، إلا رجلا
بنصيبين ، وهو فلان ، فالحق به .