صفحة جزء
[ رئام وما صار إليه ]

قال ابن إسحاق : وكان رئام بيتا لهم يعظمونه ، وينحرون عنده ، ويكلمون [ ص: 28 ] ( منه ) إذ كانوا على شركهم ؟ فقال الحبران لتبع : إنما هو شيطان يفتنهم بذلك فخل بيننا وبينه ، قال : فشأنكما به ، فاستخرجا منه - فيما يزعم أهل اليمن - كلبا أسود فذبحاه ، ثم هدما ذلك البيت فبقاياه اليوم - كما ذكر لي - بها آثار الدماء التي كانت تهراق عليه .

ملك ابنه حسان بن تبان وقتل عمرو أخيه له

[ سبب قتله ]

فلما ملك ابنه حسان بن تبان أسعد أبي كرب سار بأهل اليمن يريد أن يطأ بهم أرض العرب وأرض الأعاجم ، حتى إذا كانوا ببعض أرض العراق - قال ابن هشام : بالبحرين فيما ذكر لي بعض أهل العلم - كرهت حمير وقبائل اليمن المسير معه ، وأرادوا الرجعة إلى بلادهم وأهلهم ، فكلموا أخا له يقال له عمرو ، وكان معه في جيشه ، فقالوا له : اقتل أخاك حسان ونملكك علينا ، وترجع بنا إلى بلادنا ، فأجابهم . فاجتمعت على ذلك إلا ذا رعين الحميري فإنه نهاه عن ذلك فلم يقبل منه ، فقال ذو رعين :

ألا من يشتري سهرا بنوم سعيد من يبيت قرير عين     فأما حمير غدرت وخانت
فمعذرة الإله لذي رعين

ثم كتبهما في رقعة ، وختم عليها ، ثم أتى بها عمرا فقال له : ضع لي هذا الكتاب عندك ، ففعل ، تم قتل عمرو أخاه حسان ، ورجع بمن معه إلى اليمن ؛ فقال رجل من حمير :

[ ص: 29 ] لاه عينا الذي رأى مثل حسا     ن قتيلا في سالف الأحقاب
قتلته مقاول خشية الحبس     غداة قالوا : لباب لباب
ميتكم خيرنا وحيكم     رب علينا وكلكم أربابي

قال ابن إسحاق : وقوله لباب لباب : لا بأس لا بأس ، بلغة حمير قال ابن هشام : ويروى : لباب لباب .

التالي السابق


الخدمات العلمية