[
سلمان والرجل الذي كان يخرج بين غيضتين بعمورية ]
حدثت عن
سلمان الفارسي ، أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، حين أخبره خبره : إن صاحب
عمورية قال له : ائت كذا وكذا من أرض
الشام ، فإن بها رجلا بين غيضتين . يخرج في كل سنة من هذه الغيضة إلى هذه الغيضة مستجيزا ، يعترضه ذوو الأسقام ، فلا يدعو لأحد منهم إلا شفي ، فاسأله عن هذا
[ ص: 222 ] الدين الذي تبتغي ، فهو يخبرك عنه . قال
سلمان : فخرجت حتى أتيت حيث وصف لي ، فوجدت الناس قد اجتمعوا بمرضاهم هنالك ، حتى خرج لهم تلك الليلة ، مستجيزا من إحدى الغيضتين إلى أخرى ، فغشيه الناس بمرضاهم ، لا يدعو لمريض إلا شفي ، وغلبوني عليه ، فلم أخلص إليه حتى دخل الغيضة التي يريد أن يدخل ، إلا منكبه . قال : فتناولته : فقال : من هذا ؟ والتفت إلي ، فقلت : يرحمك الله ، أخبرني عن الحنيفية دين
إبراهيم . قال : إنك لتسأل عن شيء ما يسأل عنه الناس اليوم ، قد أظلك زمان نبي يبعث بهذا الدين من
أهل الحرم ، فأته فهو يحملك عليه . قال : ثم دخل . قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لسلمان : لئن كنت صدقتني يا
سلمان ، لقد لقيت
عيسى ابن مريم ، على نبينا وعليه السلام .