[
وفد قريش مع أبي طالب في شأن الرسول صلى الله عليه وسلم ]
قال
ابن إسحاق : أو من مشى منهم . فقالوا : يا
أبا طالب ، إن ابن أخيك قد سب آلهتنا ، وعاب ديننا ، وسفه أحلامنا ، وضلل آباءنا ؛ فإما أن تكفه عنا ، وإما أن تخلي بيننا وبينه ، فإنك على مثل ما نحن عليه من خلافه ، فنكفيكه فقال لهم
أبو طالب قولا رفيقا ، وردهم ردا جميلا ، فانصرفوا عنه .
[ استمرار رسول الله صلى الله عليه وسلم في دعوته ، ورجوع وفد
قريش إلى
أبي طالب ثانية ]
ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما هو عليه ، يظهر دين الله ، ويدعو إليه ، ثم شرى الأمر بينه وبينهم حتى تباعد الرجال وتضاغنوا ، وأكثرت
قريش ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم بينها ، فتذامروا فيه ، وحض بعضهم بعضا عليه ، ثم إنهم مشوا إلى
أبي طالب مرة أخرى ، فقالوا له : يا
أبا طالب ، إن لك سنا وشرفا ومنزلة فينا ، وإنا قد استنهيناك من ابن أخيك فلم تنهه عنا ، وإنا والله لا نصبر على هذا من شتم آبائنا ، وتسفيه أحلامنا ، وعيب آلهتنا ، حتى تكفه عنا ، أو ننازله وإياك في ذلك ، حتى يهلك أحد
[ ص: 266 ] الفريقين ، أو كما قالوا له . ( ثم ) انصرفوا عنه ، فعظم على
أبي طالب فراق قومه وعداوتهم ، ولم يطب نفسا بإسلام رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم ولا خذلانه .