[
ما أشار به عتبة على أصحابه ]
فقام
عتبة إلى أصحابه ، فقال بعضهم لبعض : نحلف بالله لقد جاءكم
أبو الوليد بغير الوجه الذي ذهب به . فلما جلس إليهم قالوا : ما وراءك يا
أبا الوليد ؟ قال : ورائي أني قد سمعت قولا والله ما سمعت مثله قط ، والله ما هو بالشعر ، ولا بالسحر ، ولا بالكهانة ، يا معشر
قريش ، أطيعوني واجعلوها بي ، وخلوا بين هذا الرجل وبين ما هو فيه فاعتزلوه ، فوالله ليكونن لقوله الذي سمعت منه نبأ عظيم ، فإن تصبه
العرب فقد كفيتموه بغيركم ، وإن يظهر على
العرب فملكه ملككم ، وعزه عزكم ، وكنتم أسعد الناس به ، قالوا : سحرك والله يا
أبا الوليد بلسانه ، قال : هذا رأيي فيه ، فاصنعوا ما بدا لكم .