[
غلبة النجاشي عمه على أمره ، وسعي الأحباش لإبعاده ]
ونشأ
النجاشي مع عمه ، وكان لبيبا حازما من الرجال ، فغلب على أمر عمه ، ونزل منه بكل منزلة ، فلما رأت
الحبشة مكانه ( منه ) قالت بينها : والله لقد غلب هذا الفتى على أمر عمه ، وإنا لنتخوف أن يملكه علينا ، وإن ملكه علينا ليقتلنا أجمعين ، لقد عرف أنا نحن قتلنا أباه . فمشوا إلى عمه فقالوا : إما أن تقتل هذا الفتى ، وإما أن تخرجه من بين أظهرنا ، فإنا قد خفناه على أنفسنا ، قال : ويلكم قتلت أباه بالأمس ، وأقتله اليوم بل أخرجه من بلادكم .
قالت : فخرجوا به إلى السوق ، فباعوه من رجل من التجار بست مائة درهم ؛ فقذفه في سفينة فانطلق به ، حتى إذا كان العشي من ذلك اليوم ، هاجت سحابة من سحائب الخريف فخرج عمه يستمطر تحتها ، فأصابته صاعقة فقتلته . قالت : ففزعت
الحبشة إلى
[ ص: 340 ] ولده ، فإذا هو محمق ، ليس في ولده خير ، فمرج على
الحبشة أمرهم .