[ ص: 43 ] أمر الفيل وقصة النسأة [ بناء القليس ]
ثم إن
أبرهة بنى
القليس بصنعاء ، فبنى كنيسة لم ير مثلها في زمانها بشيء من الأرض ثم كتب إلى
النجاشي : إني قد بنيت لك أيها الملك كنيسة لم يبن مثلها لملك كان قبلك ، ولست بمنته حتى أصرف إليها حج العرب ، فلما تحدثت العرب بكتاب
أبرهة ذلك إلى
النجاشي غضب رجل من
النسأة . أحد
بني فقيم بن عدي بن عامر بن ثعلبة بن الحارث بن مالك بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس من
مضر .
[ معنى النسأة ] والنسأة : الذين كانوا ينسئون الشهور على العرب في الجاهلية فيحلون الشهر من الأشهر الحرم ويحرمون مكانه الشهر من أشهر الحل ، ويؤخرون ذلك الشهر ففيه أنزل الله تبارك وتعالى :
إنما النسيء زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاما ليواطئوا عدة ما حرم الله [ المواطأة لغة ]
قال
ابن هشام : ليواطئوا : ليوافقوا ؛ والمواطأة : الموافقة تقول العرب : واطأتك على هذا الأمر ، أي وافقتك عليه . والإيطاء في الشعر الموافقة ، وهو اتفاق القافيتين من لفظ واحد ، وجنس واحد نحو قول
العجاج - واسم العجاج عبد الله بن رؤبة أحد
بني سعد بن زيد بن مناة بن تميم بن مر بن أد بن طانجة بن إلياس بن مضر بن نزار .
[ ص: 44 ] في أثعبان المنجنون المرسل
ثم قال :
مد الخليج في الخليج المرسل
وهذان البيتان في أرجوزة له .