[
عدد العائدين من الحبشة ، ومن دخل منهم في جوار ]
فجميع من قدم عليه
مكة من أصحابه من أرض
الحبشة ثلاثة وثلاثون رجلا فكان من دخل منهم بجوار فيمن سمي لنا :
nindex.php?page=showalam&ids=5559عثمان بن مظعون بن حبيب الجمحي دخل بجوار من
الوليد بن المغيرة ،
وأبو سلمة بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ، دخل بجوار من
أبي طالب بن عبد المطلب وكان خاله .
nindex.php?page=showalam&ids=15521وأم أبي سلمة : برة بنت عبد المطلب .
[ ص: 370 ] قصة عثمان بن مظعون في رد جوار الوليد [ تألمه لما يصيب إخوانه في الله وما حدث له في مجلس لبيد ]
قال
ابن إسحاق : فأما
عثمان بن مظعون فإن
صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف حدثني عمن حدثه عن
عثمان ، قال : لما رأى
عثمان بن مظعون ما فيه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من البلاء ، وهو يغدو ويروح في أمان من
الوليد بن المغيرة ، قال : والله إن غدوي ورواحي آمنا بجوار رجل من أهل الشرك ، وأصحابي وأهل ديني يلقون من البلاء والأذى في الله ما لا يصيبني ، لنقص كبير في نفسي فمشى إلى
الوليد بن المغيرة ، فقال له : يا
أبا عبد شمس ، وفت ذمتك ، قد رددت إليك جوارك فقال له : ( لم ) يا ابن أخي ؟ لعله آذاك أحد من قومي ، قال : لا ، ولكني أرضى بجوار الله ، ولا أريد أن أستجير بغيره ؟ قال : فانطلق إلى المسجد ، فاردد علي جواري علانية كما أجرتك علانية . قال : فانطلقا فخرجا حتى أتيا المسجد ، فقال
الوليد : هذا
عثمان قد جاء يرد علي جواري ، قال : صدق ، قد وجدته وفيا كريم الجوار ، ولكني قد أحببت أن لا أستجير بغير الله ، فقد رددت عليه جواره ؛ ثم انصرف
عثمان ،
ولبيد بن ربيعة بن مالك بن جعفر بن كلاب في مجلس من
قريش ينشدهم ، فجلس معهم
عثمان فقال
لبيد :
ألا كل شيء ما خلا الله باطل
قال
عثمان : صدقت . قال (
لبيد )
:
وكل نعيم لا محالة زائل
قال
عثمان : كذبت ، نعيم الجنة لا يزول .
قال
لبيد بن ربيعة : يا معشر
قريش ، والله ما كان يؤذى جليسكم ، فمتى حدث هذا فيكم ؟ فقال رجل من القوم : إن هذا سفيه في سفهاء معه ، قد فارقوا ديننا ، فلا تجدن في نفسك من قوله ، فرد عليه
عثمان حتى شري أمرهما ، فقام إليه ذلك الرجل فلطم عينه فخضرها
[ ص: 371 ] والوليد بن المغيرة قريب يرى ما بلغ من
عثمان ، فقال : أما والله يا ابن أخي إن كانت عينك عما أصابها لغنية ، لقد كنت في ذمة منيعة .
قال : يقول
عثمان : بل والله إن عيني الصحيحة لفقيرة إلى مثل ما أصاب أختها في الله ، وإني لفي جوار من هو أعز منك وأقدر يا أبا عبد شمس ، فقال له
الوليد : هلم يا ابن أخي ، إن شئت فعد إلى جوارك فقال : لا .