[
استماعه لقول قريش ثم عدوله وسماعه من الرسول ]
قال : فوالله ما زالوا بي حتى أجمعت أن لا أسمع منه شيئا ولا أكلمه ، حتى حشوت في أذني حين غدوت إلى المسجد كرسفا فرقا من أن يبلغني شيء من قوله ، وأنا لا أريد أن أسمعه . قال : فغدوت إلى المسجد ، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يصلي عند
الكعبة . قال : فقمت منه قريبا فأبى الله إلا أن يسمعني بعض قوله . قال : فسمعت كلاما حسنا قال : فقلت في نفسي :
[ ص: 383 ] واثكل أمي ، والله إني لرجل لبيب شاعر ما يخفى علي الحسن من القبيح ، فما يمنعني أن أسمع من هذا الرجل ما يقول فإن كان الذي يأتي به حسنا قبلته ، وإن كان قبيحا تركته