[
إنصاف الرسول له من أبي جهل ]
فأقبل الإراشي حتى وقف على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا عبد الله إن
أبا الحكم بن هشام قد غلبني على حق لي قبله ، وأنا ( رجل ) غريب ابن سبيل ، وقد سألت هؤلاء القوم عن رجل يؤديني عليه ، يأخذ لي حقي منه ، فأشاروا لي إليك ، فخذ لي حقي منه ، يرحمك الله قال : انطلق إليه ، وقام معه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما رأوه قام معه قالوا لرجل ممن معهم : اتبعه ، فانظر ماذا يصنع . قال : وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جاءه فضرب عليه بابه :
[ ص: 390 ] فقال : من هذا ؟ قال :
محمد ، فاخرج إلي ، فخرج إليه ، وما في وجهه من رائحة قد انتقع لونه ، فقال : أعط هذا الرجل حقه قال نعم ، لا تبرح حتى أعطيه الذي له ، قال : فدخل ، فخرج إليه بحقه فدفعه إليه . ( قال ) : ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال للإراشي : الحق بشأنك ، فأقبل الإراشي حتى وقف على ذلك المجلس ، فقال : جزاه الله خيرا ، فقد والله أخذ لي حقي .