ذكر
المهاجرين إلى
المدينة [
هجرة أبي سلمة وزوجه وحديثها عما لقيا ]
فكان أول من هاجر إلى
المدينة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من
المهاجرين من
قريش ، من
بني مخزوم :
nindex.php?page=showalam&ids=233أبو سلمة بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ، واسمه : عبد الله ، هاجر إلى
المدينة قبل بيعة أصحاب
العقبة بسنة ، وكان قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم
مكة من أرض
الحبشة ، فلما آذته
قريش وبلغه إسلام من أسلم من
الأنصار ، خرج إلى
المدينة مهاجرا .
[ ص: 469 ] قال
ابن إسحاق : فحدثني
أبي إسحاق بن يسار ، عن
سلمة بن عبد الله بن عمر بن أبي سلمة ، عن جدته
أم سلمة ، زوج النبي صلى الله عليه وسلم ، قالت : لما أجمع أبو سلمة الخروج إلى
المدينة رحل لي بعيره ثم حملني عليه ، وحمل معي ابني
nindex.php?page=showalam&ids=16021سلمة بن أبي سلمة في حجري ، ثم خرج بي يقود بي بعيره ، فلما رأته رجال
بني المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم قاموا إليه ، فقالوا هذه نفسك غلبتنا عليها ، أرأيت صاحبتك هذه ؟ علام نتركك تسير بها في البلاد ؟ قالت : فنزعوا خطام البعير من يده ، فأخذوني منه . قالت : وغضب عند ذلك
بنو عبد الأسد ، رهط
أبي سلمة ، فقالوا : لا والله ، لا نترك ابننا عندها إذ نزعتموها من صاحبنا . قالت : فتجاذبوا
بني سلمة بينهم حتى خلعوا يده ، وانطلق به
بنو عبد الأسد ، وحبسني
بنو المغيرة عندهم ، وانطلق زوجي
أبو سلمة إلى
المدينة . قالت : ففرق بيني وبين زوجي وبين ابني . قالت : فكنت أخرج كل غداة فأجلس
بالأبطح ، فما أزال أبكي ، حتى أمسى سنة أو قريبا منها حتى مر بي رجل من بني عمي ، أحد
بني المغيرة ، فرأى ما بي فرحمني فقال
لبني المغيرة : ألا تخرجون هذه المسكينة ، فرقتم بينها وبين زوجها وبين ولدها قالت : فقالوا لي : الحقي بزوجك إن شئت . قالت : ورد
بنو عبد الأسد إلي عند ذلك ابني . قالت : فارتحلت بعيري ثم أخذت ابني فوضعته في حجري ، ثم خرجت أريد زوجي
بالمدينة . قالت : وما معي أحد من خلق الله . قالت : فقلت : أتبلغ بمن لقيت حتى أقدم علي زوجي ، حتى إذا كنت
بالتنعيم لقيت
nindex.php?page=showalam&ids=5546عثمان بن طلحة بن أبي طلحة أخا بني عبد الدار فقال لي : إلى أين يا بنت
أبي أمية ؟ قالت : فقلت : أريد زوجي
بالمدينة . قال : أوما معك أحد ؟ قالت : فقلت : لا والله ، إلا الله وبني هذا . قال : والله ما لك من مترك ، فأخذ بخطام البعير ، فانطلق معي يهوي بي ، فوالله ما صحبت رجلا من العرب قط ، أرى أنه كان أكرم منه ، كان إذا بلغ المنزل أناخ بي ، ثم استأخر عني ، حتى إذا نزلت استأخر ببعيري ، فحط عنه ، ثم قيده في الشجرة ، ثم تنحى
[ ص: 470 ] ( عني ) إلى شجرة ، فاضطجع تحتها ، فإذا دنا الرواح ، قام إلى بعيري فقدمه فرحله ، ثم استأخر عني ، وقال : اركبي . فإذا ركبت واستويت على بعيري أتى فأخذ بخطامه ، فقاده ، حتى ينزل بي . فلم يزل يصنع ذلك بي حتى أقدمني
المدينة ، فلما نظر إلى قرية
بني عمرو بن عوف بقباء ، قال : زوجك في هذه القرية - وكان
أبو سلمة بها نازلا - فادخليها على بركة الله ، ثم انصرف راجعا إلى
مكة . قال : فكانت تقول : والله ما أعلم أهل بيت في الإسلام أصابهم ما أصاب
آل أبي سلمة ، وما رأيت صاحبا قط كان أكرم من
عثمان بن طلحة