[ ص: 530 ] ما نزل من البقرة في المنافقين
ويهود [ ما نزل في الأحبار ]
ففي هؤلاء من أحبار
يهود ، والمنافقين من
الأوس والخزرج ، نزل صدر سورة البقرة إلى المئة منها - فيما بلغني - والله أعلم . يقول الله سبحانه وبحمده :
الم ذلك الكتاب لا ريب فيه أي لا شك فيه .
قال
ابن هشام : قال
ساعدة بن جؤية الهذلي :
:
فقالوا عهدنا القوم قد حصروا به فلا ريب أن قد كان ثم لحيم
وهذا البيت في قصيدة له ، والريب ( أيضا ) : الريبة . قال
خالد بن زهير الهذلي :
كأنني أرببه بريب
قال
ابن هشام : ومنهم من يرويه :
كأنني أربته بريب
وهذا البيت في أبيات له . وهو ابن أخي
أبي ذؤيب الهذلي .
هدى للمتقين أي الذين يحذرون من الله عقوبته في ترك ما يعرفون من الهدى ، ويرجون رحمته بالتصديق بما جاءهم منه .
الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون أي يقيمون الصلاة بفرضها ، ويؤتون الزكاة احتسابا لها .
والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك أي يصدقونك بما جئت به من الله عز وجل ، وما جاء به من قبلك من المرسلين ، لا يفرقون بينهم ، ولا يجحدون ما جاءوهم به من ربهم .
وبالآخرة هم يوقنون أي بالبعث والقيامة والجنة والنار والحساب
[ ص: 531 ] والميزان ، أي هؤلاء الذين يزعمون أنهم آمنوا بما كان من قبلك ، وبما جاءك من ربك
أولئك على هدى من ربهم أي على نور من ربهم واستقامة على ما جاءهم
وأولئك هم المفلحون أي الذين أدركوا ما طلبوا ونجوا من شر ما منه هربوا . إن الذين كفروا ، أي بما أنزل إليك ، وإن قالوا إنا قد آمنا بما جاءنا قبلك
سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون أي أنهم قد كفروا بما عندهم من ذكرك ، وجحدوا ما أخذ عليهم الميثاق لك ، فقد كفروا بما جاءك وبما عندهم ، مما جاءهم به غيرك ، فكيف يستمعون منك إنذارا أو تحذيرا ، وقد كفروا بما عندهم من علمك .
ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة أي عن الهدى أن يصيبوه أبدا ، يعني بما كذبوك به من الحق الذي جاءك من ربك حتى يؤمنوا به ، وإن آمنوا بكل ما كان قبلك ، ولهم بما هم عليه من خلافك عذاب عظيم . فهذا في الأحبار من يهود ، فيما كذبوا به من الحق بعد معرفته .