[ ص: 554 ] [
ما نزل في قول أبي رافع والنجراني " أتريد أن نعبدك كما تعبد النصارى عيسى " ]
وقال
أبو رافع القرظي حين اجتمعت الأحبار من
يهود ،
والنصارى من
أهل نجران عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ودعاهم إلى الإسلام :
أتريد منا يا محمد أن نعبدك كما تعبد النصارى عيسى ابن مريم ؟ وقال رجل من أهل نجران نصراني ، يقال له : الربيس ، ( ويروى : الريس ، والرئيس ) : أوذاك تريد منا يا محمد وإليه تدعونا ؟ أو كما قال . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : معاذ الله أن أعبد غير الله أو آمر بعبادة غيره ، فما بذلك بعثني الله ، ولا أمرني ؛ أو كما قال . مريم ؟ وقال رجل من أهل نجران نصراني ، يقال له : الربيس ، ( ويروى : الريس ، والرئيس ) : أوذاك تريد منا يا محمد وإليه تدعونا ؟ أو كما قال . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : معاذ الله أن أعبد غير الله أو آمر بعبادة غيره ، فما بذلك بعثني الله ، ولا أمرني أو كما قال .
فأنزل الله تعالى في ذلك من قولهما : ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون إلى قوله تعالى : بعد إذ أنتم مسلمون
قال
ابن هشام : الربانيون : العلماء الفقهاء السادة ؛ واحدهم : رباني . قال الشاعر :
:
لو كنت مرتهنا في القوس أفتنني منها الكلام ورباني أحبار
[ تفسير
ابن هشام لبعض الغريب ]
قال
ابن هشام :
القوس : صومعة الراهب . وأفتنني ، لغة
تميم . وفتنني ، لغة
قيس . قال
جرير :
:
[ ص: 555 ] لا وصل إذ صرمت هند ولو وقفت لاستنزلتني وذا المسحين في القوس
أي صومعة الراهب . والرباني : مشتق من الرب ، وهو السيد . وفي كتاب الله : فيسقي ربه خمرا ، أي سيده . قال
ابن إسحاق :
ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون [ ما نزل في أخذ الميثاق عليهم ]
قال
ابن إسحاق : ثم ذكر ما أخذ الله عليهم ، وعلى أنبيائهم من الميثاق بتصديقه إذ هو جاءهم ، وإقرارهم ، فقال :
وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين إلى آخر القصة .
[ سعيهم في الوقيعة بين الأنصار ]
قال
ابن إسحاق : ومر
شاس بن قيس ، وكان شيخا قد عسا ، عظيم الكفر شديد الضغن على المسلمين ، شديد الحسد لهم ، على نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من
الأوس والخزرج . في مجلس قد جمعهم ، يتحدثون فيه ، فغاظه ما رأى من ألفتهم وجماعتهم ، وصلاح ذات بينهم على الإسلام ، بعد الذي كان بينهم من العداوة في الجاهلية . فقال : قد اجتمع ملأ بني قيلة بهذه البلاد ، لا والله ما لنا معهم إذا اجتمع ملؤهم بها من قرار . فأمر فتى شابا من
يهود كان معهم ، فقال : اعمد إليهم ، فاجلس معهم ، ثم اذكر يوم
بعاث وما كان قبله وأنشدهم بعض ما كانوا تقاولوا فيه من الأشعار .