nindex.php?page=hadith&LINKID=3509182لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ، قدمها وهي أوبأ أرض الله من الحمى ، فأصاب أصحابه منها بلاء وسقم ، فصرف الله تعالى ذلك عن نبيه صلى الله عليه وسلم . قالت فكان أبو بكر ، وعامر بن فهيرة ، وبلال ، موليا أبي بكر ، مع أبي بكر في بيت واحد ، فأصابتهم الحمى ، فدخلت عليهم أعودهم ، وذلك قبل أن يضرب علينا الحجاب ، وبهم ما لا يعلمه إلا الله من شدة الوعك ، فدنوت من أبي بكر ، فقلت له : كيف تجدك يا أبت ؟ فقال :
:
كل امرئ مصبح في أهله والموت أدنى من شراك نعله
[ ص: 589 ] قالت : فقلت : والله ما يدري أبي ما يقول . قالت : ثم دنوت إلى عامر بن فهيرة فقلت له : كيف تجدك يا عامر ؟ فقال :
:
لقد وجدت الموت قبل ذوقه إن الجبان حتفه من فوقه
كل امرئ مجاهد بطوقه كالثور يحمي جلده بروقه
( بطوقه ) يريد : بطاقته ، فيما قال ابن هشام : قالت : فقلت : والله ما يدري عامر ما يقول قالت : وكان بلال إذا تركته الحمى اضطجع بفناء البيت ثم رفع عقيرته فقال :
:
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة بفخ وحولي إذخر وجليل
وهل أردن يوما مياه مجنة وهل يبدون لي شامة وطفيل