[
العباس يقصد أبا جهل لينال منه ، فيصرفه عنه تحقق الرؤيا ]
قال : فغدوت في اليوم الثالث من رؤيا
عاتكة ، وأنا حديد مغضب أرى أني قد فاتني منه أمر أحب أن أدركه منه . قال : فدخلت المسجد فرأيته ، فوالله إني لأمشي نحوه أتعرضه ، ليعود لبعض ما قال فأقع به ، وكان رجلا خفيفا ، حديد الوجه ، حديد اللسان ، حديد النظر . قال : إذ خرج نحو باب المسجد يشتد . قال : فقلت في نفسي : ما له لعنه الله ، أكل هذا فرق مني أن أشاتمه قال : وإذا هو قد سمع ما لم أسمع صوت
ضمضم بن عمرو الغفاري ، وهو يصرخ ببطن الوادي واقفا على بعيره ، قد جدع بعيره ، وحول رحله ، وشق قميصه ، وهو يقول : يا معشر
قريش ، اللطيمة اللطيمة ، أموالكم مع
أبي سفيان قد عرض لها
محمد في أصحابه ، لا أرى أن تدركوها ، الغوث الغوث . قال : فشغلني عنه وشغله عني ما جاء من الأمر .