[ ص: 623 ] [
نسب الحنظلية ]
قال
ابن هشام :
والحنظلية أم أبي جهل ، وهي أسماء بنت مخربة ، أحد
بني نهشل بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم - فإني لا أخشى أن يشجر أمر الناس غيره ، يعني
أبا جهل بن هشام . ثم قام
عتبة بن ربيعة خطيبا ، فقال : يا معشر
قريش ، إنكم والله ما تصنعون بأن تلقوا
محمدا وأصحابه شيئا ، والله لئن أصبتموه لا يزال الرجل ينظر في وجه رجل يكره النظر إليه ، قتل ابن عمه أو ابن خاله ، أو رجلا من عشيرته ، فارجعوا وخلوا بين
محمد وبين سائر العرب ، فإن أصابوه فذاك الذي أردتم وإن كان غير ذلك ألفاكم ولم تعرضوا منه ما تريدون .
قال
حكيم : فانطلقت حتى جئت
أبا جهل ، فوجدته قد نثل درعا له من جرابها ، فهو يهنئها . - ( قال
ابن هشام ) : يهيئها - فقلت له : يا
أبا الحكم إن
عتبة أرسلني إليك بكذا وكذا ، للذي قال ؛ فقال : انتفخ والله سحره حين رأى
محمدا وأصحابه ، كلا والله لا نرجع حتى يحكم الله بيننا وبين
محمد ، وما
بعتبة ما قال : ولكنه قد رأى أن
محمدا وأصحابه أكلة جزور ، وفيهم ابنه ، فقد تخوفكم عليه . ثم بعث إلى
عامر بن الحضرمي ، فقال : هذا حليفك يريد أن يرجع بالناس ، وقد رأيت ثأرك بعينك ، فقم فانشد خفرتك ، ومقتل أخيك .
فقام
عامر بن الحضرمي فاكتشف ثم صرخ : واعمراه ، واعمراه ، فحميت الحرب ، وحقب الناس ، واستوسقوا على ما هم عليه من الشر ، وأفسد على الناس الرأي الذي دعاهم إليه
عتبة .
[ ص: 624 ] فلما بلغ
عتبة قول
أبي جهل انتفخ والله سحره ، قال : سيعلم مصفر استه من انتفخ سحره ، أنا أم هو ؟ .
قال
ابن هشام : السحر : الرئة وما حولها مما يعلق بالحلقوم من فوق السرة . وما كان تحت السرة ، فهو القصب ، ومنه قوله :
nindex.php?page=hadith&LINKID=780192رأيت عمرو بن لحي يجر قصبه في النار : قال
ابن هشام : حدثني بذلك
أبو عبيدة .
ثم التمس
عتبة بيضة ليدخلها في رأسه ، فما وجد في الجيش بيضة تسعه من عظم هامته ، فلما رأى ذلك اعتجر على رأسه ببرد له .