[ ص: 418 ] ثم دخلت سنة تسع وثمانين
فيها
غزا مسلمة بن عبد الملك وابن أخيه العباس بلاد الروم ، فقتلا خلقا كثيرا ، وفتحا حصونا كثيرة; منها حصن
سورية وعمورية وهرقلة وقمودية ، وغنما شيئا كثيرا ، وأسرا جما غفيرا .
وفيها
غزا nindex.php?page=showalam&ids=16819قتيبة بن مسلم بلاد الصغد ونسف وكس ، وقد لقيه هنالك خلق من الأتراك ، فظفر بهم فقتلهم ، وسار إلى
بخارى فلقيه دونها خلق كثير من الترك ، فقاتلهم يومين وليلتين عند مكان يقال له :
خرقان . وظفر بهم ، فقال في ذلك نهار بن توسعة :
وباتت لهم منا بخرقان ليلة وليلتنا كانت بخرقان أطولا
ثم قصد
قتيبة وردان خذاه ، ملك
بخارى ، فقاتله
وردان قتالا شديدا ، فلم يظفر به
قتيبة ، فرجع عنه إلى
مرو ، فجاءه كتاب
الحجاج يعنفه على الفرار
[ ص: 419 ] والنكول عن أعداء الإسلام ، وكتب إليه أن يبعث بصورة هذا البلد يعني
بخارى فبعث إليه بصورتها فكتب إليه; أن ارجع إليها وتب إلى الله من ذنبك ، وائتها من مكان كذا وكذا ، ورد
وردان خذاه ، وإياك والتحويط ، ودعني وبنيات الطريق .
وفي هذه السنة ولى
nindex.php?page=showalam&ids=15490الوليد بن عبد الملك إمرة
مكة nindex.php?page=showalam&ids=14998لخالد بن عبد الله القسري ، فحفر بئرا بأمر
الوليد عند
ثنية طوى وثنية الحجون ، فجاءت عذبة الماء طيبة ، وكان يستقي الناس منها .
وروى
الواقدي ، حدثني
عمر بن صالح ، عن
نافع مولى بني مخزوم ، قال : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=14998خالد بن عبد الله القسري يقول على منبر
مكة ، وهو يخطب الناس : أيها الناس ، أيهما أعظم خليفة : الرجل على أهله ، أم رسوله إليهم؟ والله لو لم تعلموا فضل الخليفة إلا أن
إبراهيم خليل الرحمن استسقاه فسقاه ملحا أجاجا ، واستسقى الخليفة فسقاه عذبا فراتا . يعني البئر التي احتفرها بالثنيتين; ثنية طوى وثنية الحجون فكان ينقل ماؤها فيوضع في حوض من أدم إلى جنب زمزم; ليعرف فضله على زمزم . قال : ثم غارت تلك البئر فذهب ماؤها ، فلا يدرى أين هو إلى اليوم . وهذا الإسناد غريب ، وهذا الكلام يتضمن كفرا إن صح عن قائله ، وعندي أن
nindex.php?page=showalam&ids=14998خالد بن عبد الله القسري لا يصح عنه هذا الكلام ، وإن صح فهو عدو الله . وقد قيل عن
nindex.php?page=showalam&ids=14078الحجاج بن يوسف نحو هذا
[ ص: 420 ] الكلام; من أنه جعل الخليفة أفضل من الرسول الذي أرسله الله ، وكل هذه الأقوال تتضمن كفر قائلها .
وفي هذه السنة
غزا مسلمة الترك حتى بلغ الباب من ناحية
أذربيجان ، وفتح حصونا ومدائن هنالك ، وحج بالناس فيها
عمر بن عبد العزيز . قال شيخنا الحافظ
أبو عبد الله الذهبي : وفي هذه السنة
فتحت صقلية وميورقة . وقيل :
منورقة . وهما في البحر بين جزيرة
صقلية وحداره من بلاد
الأندلس ، وفيها سير
موسى بن نصير ولده إلى
النقريس ملك الفرنج ، فافتتح بلادا كثيرة .