[ ص: 604 ] فصل ( في
ابتداء عمارة جامع دمشق )
كان ابتداء عمارة جامع
دمشق في أواخر سنة ست وثمانين; هدمت
الكنيسة التي كانت موضعه في ذي القعدة منها ، فلما فرغوا من الهدم ، شرعوا في البناء ، وتكامل في عشر سنين ، فكان الفراغ منه في هذه السنة ، أعني سنة ست وتسعين .
وفيها توفي بانيه
nindex.php?page=showalam&ids=15490الوليد بن عبد الملك ، وقد بقيت فيه بقايا ، فكملها أخوه
سليمان ، كما ذكرنا .
فأما قول
يعقوب بن سفيان : سألت
هشام بن عمار عن قصة مسجد
دمشق وهذه الكنيسة قال : كان
الوليد قال
للنصارى من أهل
دمشق : ما شئتم ، إنا أخذنا كنيسة
توما عنوة وكنيسة الداخلة صلحا ، فأنا أهدم كنيسة توما؟ قال
هشام : وتلك أكبر من هذه الداخلة ، قال : فرضوا أن أهدم كنيسة الداخلة ، وأدخلها في المسجد . قال : وكان بابها قبلة المسجد اليوم ، وهو المحراب الذي يصلى فيه قال : وهدم الكنيسة في أول خلافة
الوليد سنة ست وثمانين ، ومكثوا في بنائه سبع سنين ، حتى مات
الوليد ، ولم يتم بناءه ، فأتمه
هشام من بعده . ففيه فوائد ، وفيه غلط ، وهو قوله : إنهم مكثوا في بنائه سبع سنين . والصواب : عشر سنين ، فإنه لا خلاف أن
nindex.php?page=showalam&ids=15490الوليد بن عبد الملك توفي في
[ ص: 605 ] هذه السنة أعني سنة ست وتسعين وقد حكى
أبو جعفر بن جرير على ذلك إجماع أهل السير . وقوله : لم يتم بناؤه في زمن
الوليد . بل قد تم ، ولكن بقيت بقيات من الزخرفة ، فأكملها أخوه
سليمان لا
هشام ، والله سبحانه وتعالى أعلم .