[ ص: 128 ] ثم دخلت سنة
ثلاث عشرين ومائة
ذكر
المدائني عن شيوخه أن
خاقان ملك الترك لما قتل في ولاية
أسد بن عبد الله القسري على
خراسان ، تفرق شمل
الأتراك وجعل بعضهم يغير على بعض ، وبعضهم يقتل بعضا حتى كادت أن تخرب بلادهم ، واشتغلوا عن المسلمين .
وفيها
سأل أهل الصغد من أمير خراسان نصر بن سيار أن يردهم إلى بلادهم ، وسألوه شروطا أنكرها العلماء ، منها ; أن لا يعاقب من ارتد منهم عن الإسلام ، ولا تؤخذ أسراء المسلمين منهم ، وغير ذلك ، فأراد أن يوافقهم على ذلك لشدة نكايتهم في المسلمين ، فعاب عليه الناس ذلك ، فكتب إلى
هشام في ذلك فتوقف ، ثم لما رأى أن هؤلاء إذا استمروا على معاندتهم للمسلمين كان ضررهم أشد ، أجابهم إلى ذلك .
وقد بعث
يوسف بن عمر أمير
العراق وفدا إلى أمير المؤمنين يسأل منه أن يضم إليه نيابة
خراسان ، وتكلموا في
نصر بن سيار أمير
خراسان بأنه وإن كان شهما شجاعا ، إلا أنه قد كبر وضعف بصره فلا يعرف الرجل إلا من قريب بصوته ، وتكلموا فيه كلاما كثيرا ، فلم يلتفت إلى ذلك
هشام واستمر به على
[ ص: 129 ] إمرة
خراسان وولايتها .
قال
ابن جرير : وحج بالناس فيها يزيد بن هشام بن عبد الملك والعمال فيها من تقدم ذكرهم في التي قبلها .
وتوفي في هذه السنة
nindex.php?page=showalam&ids=15884ربيعة بن يزيد القصير من أهل
دمشق وأبو يونس سليم بن جبير ،
nindex.php?page=showalam&ids=16052وسماك بن حرب ،
nindex.php?page=showalam&ids=17036ومحمد بن واسع بن جابر وقد ذكرنا تراجمهم في كتابنا " التكميل " ، ولله الحمد .