[ ص: 112 ] فصل
ثم
الملائكة عليهم السلام بالنسبة إلى ما هيأهم الله له أقسام : فمنهم حملة العرش كما تقدم ذكرهم ، ومنهم الكروبيون الذين هم حول العرش ، وهم أشرف الملائكة مع حملة العرش ، وهم الملائكة المقربون كما قال تعالى :
لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون [ النساء : 172 ] . ومنهم
جبريل وميكائيل عليهما السلام ، وقد ذكر الله عنهم أنهم يستغفرون للمؤمنين بظهر الغيب ، كما قال تعالى :
ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم إنك أنت العزيز الحكيم وقهم السيئات ومن تق السيئات يومئذ فقد رحمته وذلك هو الفوز العظيم [ غافر : 7 - 9 ] .
ولما كانت سجاياهم هذه السجية الطاهرة ، كانوا يحبون من اتصف بهذه الصفة ويدعون كما ثبت في الحديث عن الصادق المصدوق أنه قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3509548إذا دعا العبد لأخيه بظهر الغيب قال الملك : آمين ولك بمثل .
ومنهم سكان السماوات السبع يعمرونها عبادة دائبة ليلا ونهارا صباحا
[ ص: 113 ] ومساء ، كما قال :
يسبحون الليل والنهار لا يفترون [ الأنبياء : 20 ] . فمنهم الراكع دائما ، والقائم دائما ، والساجد دائما ، ومنهم الذين يتعاقبون زمرة بعد زمرة إلى البيت المعمور كل يوم سبعون ألفا لا يعودون إليه آخر ما عليهم ، ومنهم الموكلون بالجنان ، وإعداد الكرامة لأهلها ، وتهيئة الضيافة لساكنيها ; من ملابس ، ومصاغ ، ومساكن ، ومآكل ، ومشارب ، وغير ذلك مما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر .
وخازن الجنة ملك يقال له :
رضوان جاء مصرحا به في بعض الأحاديث . ومنهم الموكلون بالنار ، وهم الزبانية ، ومقدموهم تسعة عشر ، وخازنها
مالك ، وهو مقدم على جميع الخزنة ، وهم المذكورون في قوله تعالى :
وقال الذين في النار لخزنة جهنم ادعوا ربكم يخفف عنا يوما من العذاب [ غافر : 49 ] . الآية . وقال تعالى :
ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون لقد جئناكم بالحق ولكن أكثركم للحق كارهون [ الزخرف : 77 - 78 ] . وقال تعالى :
عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون [ التحريم : 6 ] . وقال تعالى :
عليها تسعة عشر وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا ليستيقن الذين أوتوا الكتاب ويزداد الذين آمنوا إيمانا ولا يرتاب الذين أوتوا الكتاب والمؤمنون وليقول الذين في قلوبهم مرض والكافرون ماذا أراد الله بهذا مثلا كذلك يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء وما يعلم جنود ربك إلا هو [ المدثر : 30 - 31 ] .
[ ص: 114 ] ومنهم الموكلون بحفظ بني آدم كما قال تعالى :
سواء منكم من أسر القول ومن جهر به ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله [ الرعد : 10 - 11 ] . الآيات .
قال
الوالبي : عن
ابن عباس له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله . وهي الملائكة . وقال
عكرمة ، عن
ابن عباس يحفظونه من أمر الله . قال : ملائكة يحفظونه من بين يديه ومن خلفه ، فإذا جاء قدر الله خلوا عنه . وقال
مجاهد : ما من عبد إلا وملك موكل بحفظه في نومه ، ويقظته من الجن والإنس والهوام ، فما من شيء يأتيه يريده إلا قال : وراءك . إلا شيء يأذن الله فيه فيصيبه . وقال
أبو أمامة : ما من آدمي إلا ومعه ملك يذود عنه ، حتى يسلمه للذي قدر له . وقال
أبو مجلز : جاء رجل إلى
علي فقال : إن نفرا من مراد يريدون قتلك فقال : إن مع كل رجل ملكين يحفظانه مما لم يقدر ، فإذا جاء القدر خليا بينه وبينه ، إن الأجل جنة حصينة .
ومنهم الموكلون بحفظ أعمال العباد ، كما قال تعالى :
عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد [ ق : 17 - 18 ] .
[ ص: 115 ] وقال تعالى :
وإن عليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون [ الانفطار : 10 - 12 ] .
قال الحافظ
أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي في تفسيره : حدثنا أبي ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=14714علي بن محمد الطنافسي ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع ، حدثنا
سفيان ،
ومسعر ، عن
علقمة بن مرثد ، عن
مجاهد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3509549أكرموا الكرام الكاتبين الذين لا يفارقونكم إلا عند إحدى حالتين ; الجنابة ، والغائط ، فإذا اغتسل أحدكم فليستتر بجذم حائط أو بعيره أو ليستره أخوه . هذا مرسل من هذا الوجه ، وقد وصله
البزار في مسنده من طريق
حفص بن سليمان القارئ وفيه كلام عن
علقمة ، عن
مجاهد ، عن
ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3509550إن الله ينهاكم عن التعري ، فاستحيوا من ملائكة الله الذين معكم الكرام الكاتبين الذين لا يفارقونكم إلا عند إحدى ثلاث حالات ; الغائط ، والجنابة ، والغسل ، فإذا اغتسل أحدكم بالعراء فليستتر بثوبه ، أو بجذم حائط ، أو بعيره . ومعنى إكرامهم أن يستحيي منهم فلا يملي عليهم الأعمال القبيحة التي يكتبونها ، فإن الله خلقهم كراما
[ ص: 116 ] في خلقهم وأخلاقهم . ومن كرمهم أنه قد ثبت في الحديث المروي في الصحاح ، والسنن ، والمسانيد من حديث جماعة من الصحابة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3509551لا يدخل الملائكة بيتا فيه صورة ولا كلب ولا جنب . وفي رواية ، عن
عاصم بن ضمرة ، عن
علي nindex.php?page=hadith&LINKID=3509552ولا بول . وفي رواية
رافع ، عن
أبي سعيد مرفوعا
لا تدخل الملائكة بيتا فيه صورة ، ولا تمثال . وفي رواية
مجاهد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة مرفوعا
nindex.php?page=hadith&LINKID=3509554لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب أو تمثال ، وفي رواية
nindex.php?page=showalam&ids=12045ذكوان أبي صالح السمان ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3509555لا تصحب الملائكة رفقة معهم كلب أو جرس . ورواه
زرارة بن أوفى عنه :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3509556لا تصحب الملائكة رفقة معهم جرس .
وقال
البزار ، حدثنا
إسحاق بن سليمان البغدادي المعروف [ ص: 117 ] بالفلوسي ، حدثنا
بيان بن حمران ، حدثنا
سلام ، عن
منصور بن زاذان ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16972محمد بن سيرين ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3509557إن ملائكة الله يعرفون بني آدم . وأحسبه قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3509558ويعرفون أعمالهم فإذا نظروا إلى عبد يعمل بطاعة الله ذكروه بينهم وسموه ، وقالوا : أفلح الليلة فلان ، نجا الليلة فلان ، وإذا نظروا إلى عبد يعمل بمعصية الله ذكروه بينهم وسموه ، وقالوا : هلك فلان الليلة . ثم قال
البزار :
سلام هذا أحسبه
سلاما المدائني ، وهو لين الحديث . وقد قال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : حدثنا
أبو اليمان ، حدثنا
شعيب ، حدثنا
أبو الزناد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13724الأعرج ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3509559الملائكة يتعاقبون ; ملائكة بالليل ، وملائكة بالنهار ، ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر ، ثم يعرج إليه الذين باتوا فيكم فيسألهم ، وهو أعلم فيقول : كيف تركتم عبادي ؟ فيقولون : تركناهم وهم يصلون ، وأتيناهم وهم يصلون . هذا اللفظ في كتاب بدء الخلق بهذا السياق . وهذا اللفظ تفرد به دون
مسلم من هذا الوجه ، وقد أخرجاه في " الصحيحين " في البدء من حديث
مالك ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11863أبي الزناد به . وقال
البزار :
[ ص: 118 ] حدثنا
زياد بن أيوب ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16875مبشر بن إسماعيل الحلبي ، حدثنا
تمام بن نجيح ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن يعني البصري ، عن
أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3509560ما من حافظين يرفعان إلى الله عز وجل ما حفظا في يوم فيرى في أول الصحيفة وفي آخرها استغفارا إلا قال الله تعالى : قد غفرت لعبدي ما بين طرفي الصحيفة . ثم قال : تفرد
به تمام بن نجيح ، وهو صالح الحديث قلت : وقد وثقه
ابن معين ، وضعفه
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ،
وأبو حاتم ،
وأبو زرعة ،
nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي ،
nindex.php?page=showalam&ids=13357وابن عدي ، ورماه
nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان بالوضع ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد لا أعرف حقيقة أمره .
والمقصود أن
كل إنسان له حافظان ملكان اثنان ; واحد من بين يديه ، وآخر من خلفه يحفظانه من أمر الله بأمر الله عز وجل ، وملكان كاتبان ; عن يمينه وعن شماله ; وكاتب اليمين أمير على كاتب الشمال يكتب حسناته ، وكاتب الشمال يكتب سيئاته ، فأراد صاحب الشمال أن يكتبها ، قال له صاحب اليمين : أمهله لعله أن يتوب أو يستغفر . وإذا عمل حسنة كتبها صاحب اليمين من غير توقف ولا استئمار من صاحب الشمال . كما ذكرنا ذلك عند قوله تعالى :
عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد [ ق : 17 - 18 ] .
فأما الحديث الذي رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد : حدثنا
أسود بن عامر ، حدثنا
[ ص: 119 ] سفيان ، حدثنا
منصور ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15957سالم بن أبي الجعد ، عن أبيه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله هو ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3509561ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن ، وقرينه من الملائكة . قالوا : وإياك يا رسول الله قال : وإياي ، ولكن الله أعانني عليه فلا يأمرني إلا بخير . انفرد بإخراجه
مسلم من حديث
منصور به . فيحتمل أن هذا القرين من الملائكة غير القرين بحفظ الإنسان ، وإنما هو موكل به ليهديه ، ويرشده بإذن ربه إلى سبيل الخير ، وطريق الرشاد كما أنه قد وكل به القرين من الشياطين لا يألوه جهدا في الخبال والإضلال ، والمعصوم من عصمه الله عز وجل ، وبالله المستعان .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12297أحمد بن يونس ، حدثنا
إبراهيم بن سعد ، حدثنا
ابن شهاب ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12031أبي سلمة بن عبد الرحمن ،
والأغر ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3509562إذا كان يوم الجمعة كان على كل باب من أبواب المسجد ملائكة يكتبون الأول فالأول ، فإذا جلس الإمام طووا الصحف ، وجاءوا يستمعون الذكر . وهكذا رواه منفردا به من هذا الوجه ، وهو في الصحيحين من وجه آخر ، وقد قال الله تعالى :
وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا [ الإسراء : 78 ] . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد : حدثنا
أسباط ، حدثنا
الأعمش ، عن
إبراهيم ، عن
ابن مسعود ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وحدثنا
الأعمش ، عن
أبي صالح ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=3509563عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا . قال : تشهده [ ص: 120 ] ملائكة الليل ، وملائكة النهار . ورواه
الترمذي ،
nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي ،
nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه من حديث
أسباط . وقال
الترمذي : حسن صحيح قلت : وهو منقطع .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : حدثنا
عبد الله بن محمد ، حدثنا
عبد الرزاق ، أنبأنا
معمر ، عن
الزهري ، عن
أبي سلمة ،
nindex.php?page=showalam&ids=15990وسعيد بن المسيب ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3509564فضل صلاة الجميع على صلاة الواحد خمس وعشرون درجة ، ويجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة الفجر . يقول
nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة : اقرءوا إن شئتم
وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : حدثنا
مسدد ، حدثنا
أبو عوانة ، عن
الأعمش ، عن
أبي حازم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3509565إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح . تابعه
شعبة ،
وأبو حمزة ،
وابن داود ،
وأبو معاوية ، عن
الأعمش . وثبت في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3509566إذا أمن الإمام فأمنوا فإن من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه . وفي صحيح
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : حدثنا
إسماعيل بلفظ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3509567إذا قال الإمام : آمين فإن الملائكة تقول في السماء آمين فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من [ ص: 121 ] ذنبه . وفي صحيح
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : حدثنا
إسماعيل حدثني
مالك ، عن
سمي ، عن
أبي صالح ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3509568إذا قال الإمام : سمع الله لمن حمده فقولوا اللهم ربنا ولك الحمد ، فإن من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه . ورواه بقية الجماعة إلا
ابن ماجه من حديث
مالك ، عن
سمي ، عن
أبي صالح ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد : حدثنا
أبو معاوية ، حدثنا
الأعمش ، عن
أبي صالح ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، أو عن
أبي سعيد هو شك يعني
الأعمش قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3509569إن لله ملائكة سياحين في الأرض فضلا عن كتاب الناس ، فإذا وجدوا أقواما يذكرون الله تنادوا : هلموا إلى بغيتكم . فيجيئون فيحفون بهم إلى السماء الدنيا فيقول الله : أي شيء تركتم عبادي يصنعون ؟ فيقولون : تركناهم يحمدونك ، ويمجدونك ، ويذكرونك . فيقول : وهل رأوني ؟ فيقولون لا . فيقول : فكيف لو رأوني ؟ فيقولون : لو رأوك لكانوا أشد تحميدا ، وتمجيدا ، وذكرا . قال : فيقول : فأي شيء يطلبون ؟ فيقولون : يطلبون الجنة . فيقول : وهل رأوها ؟ فيقولون : لا . فيقول : [ ص: 122 ] وكيف لو رأوها ؟ فيقولون : لو رأوها لكانوا أشد عليها حرصا ، وأشد لها طلبا . قال : فيقول : من أي يتعوذون ؟ فيقولون : من النار . فيقول : وهل رأوها . فيقولون : لا . فيقول : فكيف لو رأوها ؟ فيقولون : لو رأوها كانوا أشد منها هربا وأشد منها خوفا . قال : فيقول : أشهدكم أني قد غفرت لهم . قال : فيقولون : إن فيهم فلانا الخطاء ، لم يردهم إنما جاء لحاجة . فيقول : هم القوم لا يشقى بهم جليسهم .
وهكذا رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، عن
قتيبة ، عن
جرير بن عبد الحميد ، عن
الأعمش به . وقال : رواه
شعبة ، عن
الأعمش ، ولم يرفعه ، ورفعه
سهيل ، عن أبيه ، وقد رواه
أحمد ، عن
عفان ، عن
وهيب ، عن
سهيل ، عن أبيه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه كما ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري معلقا عن
سهيل . ورواه
مسلم ، عن
محمد بن حاتم ، عن
بهز بن أسد ، عن
وهيب به . وقد رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد أيضا عن
غندر ، عن
شعبة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13726سليمان هو الأعمش ، عن
أبي صالح ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، ولم يرفعه نحوه كما أشار إليه
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري رحمه الله .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد : حدثنا
أبو معاوية ، حدثنا
الأعمش ،
وابن نمير [ ص: 123 ] أخبرنا
الأعمش ، عن
أبي صالح ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3509570من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا ، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ، ومن ستر مسلما ، ستره الله في الدنيا والآخرة ، ومن يسر على معسر ، يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ، والله في عون العبد ، ما كان العبد في عون أخيه ، ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما ، سهل الله له به طريقا إلى الجنة ، وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ، ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة ، وغشيتهم الرحمة ، وحفتهم الملائكة ، وذكرهم الله فيمن عنده ، ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه . وكذا رواه
مسلم من حديث
أبي معاوية .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد : حدثنا
عبد الرزاق ، حدثنا
معمر ، عن
أبي إسحاق ، عن
الأغر أبي مسلم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ،
وأبي سعيد ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3509571ما اجتمع قوم يذكرون الله عز وجل إلا حفتهم الملائكة ، وتغشتهم الرحمة ، ونزلت عليهم السكينة ، وذكرهم الله فيمن عنده . وكذا رواه أيضا من حديث
إسرائيل ،
nindex.php?page=showalam&ids=16004وسفيان الثوري ،
وشعبة ، عن
أبي إسحاق به نحوه . ورواه
مسلم من حديث
شعبة .
nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي من حديث
الثوري ، وقال : حسن صحيح . ورواه
ابن ماجه ، عن
أبي بكر بن أبي شيبة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17294يحيى بن آدم ، عن
عمار بن رزيق ، عن
أبي إسحاق بإسناده
[ ص: 124 ] نحوه . وفي هذا المعنى أحاديث كثيرة .
وفي مسند
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد ، والسنن ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء مرفوعا :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3509572وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم ; رضا بما يصنع . أي : تتواضع له كما قال تعالى :
واخفض لهما جناح الذل من الرحمة [ الإسراء : 24 ] . وقال تعالى :
واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين [ الشعراء : 215 ] . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع ، عن
سفيان ، عن
عبد الله بن السائب ، عن
زاذان ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3509573إن لله ملائكة سياحين في الأرض يبلغوني عن أمتي السلام . وهكذا رواه
nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري ،
وسليمان الأعمش ، كلاهما عن
عبد الله بن السائب به . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد : حدثنا
عبد الرزاق ، حدثنا
معمر ، عن
الزهري ، عن
عروة ، عن
عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3509574خلقت الملائكة من نور ، وخلقت الجان [ ص: 125 ] من مارج من نار ، وخلق آدم مما وصف لكم . ورواه
مسلم ، عن
محمد بن رافع ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد ، كلاهما عن
عبد الرزاق به .
وكذلك الحديث الذي روي أن للملك لمة بقلب العبد ، وللشيطان لمة بقلبه فلمة الملك إيعاد بالخير وتصديق بالحق ، ولمة الشيطان إيعاد بالفقر وفي رواية : بالشر ، وتكذيب بالحق . وكذلك الحديث الذي روي :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3509575إذا أصبح العبد ابتدره الشيطان والملك . فيقول الملك : افتح بخير . ويقول الشيطان : افتح بشر . فإذا ذكر الله وحمده ، تولاه الملك ، وطرد عنه الشيطان إلى الليل . فإذا جاء الليل قال الملك : اختم بخير ، ويقول الشيطان : اختم بشر . فإن ختم نهاره بخير ، تولاه الملك حتى يصبح . وطرد عنه الشيطان . وكذلك إذا خرج العبد من منزله فقال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3509576بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله . قال له الملك : هديت وكفيت ووقيت . ثم يتنحى عنه الشيطان . إلى آخره . والأحاديث في ذكر الملائكة كثيرة جدا . وقد ذكرنا ما يسره الله تعالى وله الحمد .