مقتل شيبان بن سلمة الحروري
ولما هرب
نصر بن سيار بقي
شيبان الحروري وكان ممالئا له على
أبي مسلم فبعث إليه
أبو مسلم رسلا ، فحبسهم
شيبان فأرسل
أبو مسلم إلى
بسام بن إبراهيم مولى بني ليث يأمره أن يركب إلى
شيبان فيقاتله ، فسار إليه ، فاقتتلا ، فهزمه بسام وقتله ، واتبع أصحابه يقتلهم ويأسرهم . ثم قتل
أبو مسلم عليا ،
وعثمان ابني
الكرماني ، وكان سبب ذلك أن
أبا مسلم كان وجه
موسى بن كعب إلى
أبيورد فافتتحها وكتب إلى
أبي مسلم يعلمه بذلك ، ووجه
أبو مسلم أبا داود إلى
بلخ ، فأخذها من
زياد بن عبد الرحمن القشيري فجمع
زياد خلقا من
[ ص: 236 ] الجنود من أهل تلك الناحية لقتال
المسودة ، فنهض إليهم
أبو داود فقتلهم حتى كسرهم واستباح معسكرهم وقتل منهم خلقا ، واصطفى منهم أموالا جزيلة ، واستفحل أمره هنالك ، ثم وقعت كائنة اقتضت أن اتفق رأي
أبي مسلم مع
أبي داود على قتل
عثمان بن الكرماني في يوم كذا وكذا ، وفي ذلك اليوم بعينه يقتل
أبو مسلم علي بن جديع الكرماني فوقع ذلك كذلك .
وفي هذه السنة توجه
قحطبة بن شبيب إلى
نيسابور لقتال
نصر بن سيار ، ومع
قحطبة جماعة من كبراء الأمراء ، منهم
خالد بن برمك وخلق منهم ، فالتقوا مع
تميم بن نصر بن سيار ، وقد وجهه أبوه لقتالهم
بطوس فقتل
قحطبة من أصحاب
نصر نحوا من سبعة عشر ألفا في المعركة ، وقد كان
أبو مسلم بعث إلى
قحطبة مددا في عشرة آلاف فارس عليهم
علي بن معقل ولما التقوا قتلوا من أصحاب
نصر خلقا ، وقتلوا
تميم بن نصر وغنموا أموالا جزيلة جدا ، ثم إن
يزيد بن عمر بن هبيرة نائب
مروان على
العراق بعث سرية مددا
لنصر بن سيار على
أبي مسلم ، فأرسل
أبو مسلم من جهته
قحطبة بن شبيب ، فالتقى معهم في مستهل ذي الحجة من هذه السنة
بجرجان وذلك يوم الجمعة ، فقام
قحطبة في الناس خطيبا ، فحثهم على الجهاد والقتال وذمرهم وأمرهم بالمصابرة ، ووعدهم عن الإمام أنهم ينصرون في هذا اليوم ، فقاتلوا قتالا شديدا ، فانهزم جند
بني أمية وقتل من أهل
الشام وغيرهم عشرة آلاف ، منهم أمير المدد
نباتة بن حنظلة عامل
جرجان ورساتيقها
لابن هبيرة فبعث
قحطبة برأسه إلى
أبي مسلم .