وفيها توفي
الإمام أبو حنيفة .
ذكر ترجمته
هو الإمام
أبو حنيفة ، واسمه
النعمان بن ثابت التيمي ، مولاهم الكوفي ،
[ ص: 416 ] فقيه
العراق ، وأحد أئمة الإسلام ، والسادة الأعلام ، وأحد أركان العلماء ، وأحد الأئمة الأربعة أصحاب المذاهب المتبعة ، وهو أقدمهم وفاة; لأنه أدرك عصر الصحابة ، ورأى
أنس بن مالك ، قيل : وغيره . وذكر بعضهم أنه روى عن سبعة من الصحابة . فالله أعلم .
وهم
أنس بن مالك ، nindex.php?page=showalam&ids=36وجابر بن عبد الله ، وعبد الله بن أنيس ، nindex.php?page=showalam&ids=51وعبد الله بن أبي أوفى ، nindex.php?page=showalam&ids=4708وعبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي ، nindex.php?page=showalam&ids=249ومعقل بن يسار ، nindex.php?page=showalam&ids=105وواثلة بن الأسقع ، وعائشة بنت عجرد ، رضي الله عنهم . وقد روينا عن
أبي حنيفة عن هؤلاء عدة أحاديث ، في صحتها إلى
أبي حنيفة نظر; فإن في الإسناد إليه من لا يعرف ، وفي متن بعضها نكارة شديدة . فالله أعلم .
وأخبرنا شيخنا الرحلة
أبو العباس الحجار ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14101الزبيدي ، وهو الحسين بن المبارك البغدادي ، عن والده ، عن
أبي المكارم عبيد الله بن الحسين الشعري ، عن
محمد بن منصور ، عن
الخطيب أبي الحسن علي بن أحمد ، عن
القاضي أبي سعيد صاعد بن محمد ، عن أبي مالك نصرويه بن أحمد البلخي ، عن
الحسين بن إبراهيم العياني ، عن
أبي الحسين علي بن الخطيب ، عن
أبي الحصر علي بن بدر عن
هلال بن العلاء ، عن أبيه ، عن
أبي حنيفة ، عن
أنس مرفوعا :
من قال : لا إله إلا الله . خالصا مخلصا من قلبه دخل الجنة ، ولو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير; تغدو خماصا وتعود بطانا .
وعن
جابر : بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة والنصح لكل مسلم
[ ص: 417 ] ومسلمة .
وعن
عبد الله بن أنيس مرفوعا :
رأيت في عارضتي الجنة مكتوبا ثلاثة أسطر بالذهب الأحمر ، لا بماء الذهب; السطر الأول : لا إله إلا الله محمد رسول الله . الثاني : الإمام ضامن والمؤذن مؤتمن ، فأرشد الله الأئمة وغفر للمؤذنين . الثالث : وجدنا ما عملنا ، ربحنا ما قدمنا ، خسرنا ما خلفنا ، قدمنا على رب غفور .
وعن
عبد الله بن أبي أوفى ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
حبك للشيء يعمي ويصم ، والدال على الخير كفاعله ، وإن الله يحب إغاثة الملهوف . وفي لفظ : " اللهفان " .
وعن
عبد الله بن الحارث بن جزء مرفوعا :
إغاثة الملهوف فرض على كل مسلم ، ومن تفقه في دين الله كفاه الله همه ، ورزقه من حيث لا يحتسب .
وعن
معقل بن يسار مرفوعا :
علامة المؤمن ثلاث; إذا قال صدق ، وإذا وعد وفى ، وإذا حدث لم يخن .
وعن
واثلة مرفوعا :
لا يظنن أحدكم أنه يتقرب إلى الله بأقرب من هذه الركعات . يعني الصلوات الخمس .
وعن
عائشة بنت عجرد مرفوعا :
الجراد أكثر جنود الله في الأرض ، لا آكله .
وروى عن جماعة من التابعين منهم;
الحكم ، nindex.php?page=showalam&ids=15741وحماد بن أبي سليمان ، [ ص: 418 ] nindex.php?page=showalam&ids=16024وسلمة بن كهيل ، nindex.php?page=showalam&ids=14577وعامر الشعبي ، وعكرمة ، nindex.php?page=showalam&ids=16568وعطاء ، وقتادة ، nindex.php?page=showalam&ids=12300والزهري ، nindex.php?page=showalam&ids=17191ونافع مولى ابن عمر ، ويحيى بن سعيد الأنصاري ، nindex.php?page=showalam&ids=11813وأبو إسحاق السبيعي .
وروى عنه جماعة منهم; ابنه
حماد ، nindex.php?page=showalam&ids=12377وإبراهيم بن طهمان ، وإسحاق بن يوسف الأزرق ، وأسد بن عمرو القاضي ، nindex.php?page=showalam&ids=14111والحسن بن زياد اللؤلؤي ، وحمزة الزيات ، nindex.php?page=showalam&ids=15853وداود الطائي ، nindex.php?page=showalam&ids=15922وزفر ، وعبد الرزاق ، وأبو نعيم ، nindex.php?page=showalam&ids=16908ومحمد بن الحسن الشيباني ، وهشيم ، nindex.php?page=showalam&ids=17277ووكيع ، وأبو يوسف القاضي .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=17336يحيى بن معين : كان ثقة ، وكان من أهل الصدق ، ولم يتهم بالكذب ، ولقد ضربه
ابن هبيرة على القضاء فأبى أن يكون قاضيا . قال : وقد كان
يحيى بن سعيد يختار قوله في الفتوى ، وكان
يحيى يقول : لا نكذب الله ، ما سمعنا أحسن من رأي
أبي حنيفة ، وقد أخذ بأكثر أقواله .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16418عبد الله بن المبارك : لولا أن الله أغاثني
nindex.php?page=showalam&ids=11990بأبي حنيفة nindex.php?page=showalam&ids=16004وسفيان الثوري لكنت كسائر الناس .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي عن
مالك : رأيت رجلا لو كلمك في هذه السارية أن يجعلها ذهبا لقام بحجته .
[ ص: 419 ] وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : من أراد الفقه فهو عيال على
أبي حنيفة ، ومن أراد السيرة فهو عيال على
محمد بن إسحاق ، ومن أراد الحديث فهو عيال على
مالك ، ومن أراد التفسير فهو عيال على
مقاتل بن سليمان .
وقال
عبد الله بن داود الخريبي : ينبغي للناس أن يدعوا في صلاتهم
nindex.php?page=showalam&ids=11990لأبي حنيفة; لحفظه الفقه والسنن عليهم .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري nindex.php?page=showalam&ids=16418وعبد الله بن المبارك : كان
أبو حنيفة أفقه أهل الأرض في زمانه .
وقال
أبو نعيم : كان صاحب غوص في المسائل .
وقال
مكي بن إبراهيم : كان أعلم أهل الأرض .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب البغدادي بسنده عن
أسد بن عمرو ، أن
أبا حنيفة كان يصلي في الليل ، ويقرأ القرآن في كل ليلة ، ويبكي حتى يرحمه جيرانه ، ومكث أربعين سنة يصلي الصبح بوضوء العشاء ، وأنه ختم القرآن في الموضع الذي توفي فيه سبعة آلاف مرة ، وكانت وفاته في رجب من هذه السنة - أعني سنة
[ ص: 420 ] خمسين ومائة - وعن
ابن معين : سنة إحدى وخمسين ومائة . وقال غيره : سنة ثلاث وخمسين . والصحيح الأول .
وكان مولده في سنة ثمانين ، فتم له من العمر سبعون سنة ، وصلي عليه
ببغداد ست مرات; لكثرة الزحام ، وقبره هناك ، رحمه الله .