[ ص: 66 ] قصة الملكين التائبين
قال الإمام
أحمد : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17376يزيد بن هارون حدثنا
المسعودي عن
nindex.php?page=showalam&ids=16052سماك بن حرب عن
nindex.php?page=showalam&ids=15238عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3509898بينما رجل فيمن كان قبلكم كان في مملكته فتفكر فعلم أن ذلك منقطع عنه ، وأن ما هو فيه قد شغله عن عبادة ربه فتسرب فانساب ذات ليلة من قصره فأصبح في مملكة غيره ، وأتى ساحل البحر وكان به يضرب اللبن بالأجر فيأكل ويتصدق بالفضل فلم يزل كذلك حتى رقي أمره إلى ملكهم وعبادته وفضله فأرسل ملكهم إليه أن يأتيه فأبى أن يأتيه فأعاد ثم أعاد إليه فأبى أن يأتيه ، وقال : ما له وما لي ؟ قال : فركب إليه الملك فلما رآه الرجل ، ولى هاربا فلما رأى ذلك الملك ركض في أثره فلم يدركه قال : فناداه يا عبد الله إنه ليس عليك مني بأس ، فقام حتى أدركه فقال له : من أنت رحمك الله ؟ فقال أنا فلان بن فلان صاحب ملك كذا وكذا ، تفكرت في أمري فعلمت أن ما أنا فيه منقطع فإنه قد [ ص: 67 ] شغلني عن عبادة ربي فتركته وجئت هاهنا أعبد ربي عز وجل ، فقال له : ما أنت بأحوج إلى ما صنعت مني . قال : ثم نزل عن دابته فسيبها ثم تبعه فكانا جميعا يعبدان الله عز وجل فدعوا الله أن يميتهما جميعا قال : فماتا . قال عبد الله : فلو كنت برميلة مصر ، لأريتكم قبورهما ، بالنعت الذي نعت لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم .
حديث آخر : قال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : حدثنا
أبو الوليد حدثنا
أبو عوانة عن
قتادة عن
عقبة بن عبد الغافر عن
أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم
إن رجلا كان قبلكم رغسه الله مالا فقال لبنيه لما حضر : أي أب كنت لكم ؟ قالوا : خير أب . قال : فإني لم أعمل خيرا قط فاذا مت فأحرقوني ، ثم اسحقوني ، ثم اذروني في يوم عاصف . ففعلوا فجمعه الله عز وجل فقال : ما حملك ؟ قال : مخافتك . فتلقاه برحمته . ورواه في مواضع أخر ،
ومسلم من طرق عن
قتادة به . ثم رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، ومسلم من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=15883ربعي بن حراش عن
حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه ، ومن حديث
[ ص: 68 ] الزهري عن
حميد بن عبد الرحمن عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه .
حديث آخر : قال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : حدثنا
عبد العزيز بن عبد الله حدثنا
ابراهيم بن سعد عن
ابن شهاب عن
عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
كان رجل يداين الناس ، فكان يقول لفتاه : إذا أتيت معسرا فتجاوز عنه لعل الله أن يتجاوز عنا . قال : فلقي الله فتجاوز عنه وقد رواه في مواضع أخر ،
ومسلم من طريق
الزهري به .
حديث آخر : قال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : حدثنا
عبد العزيز بن عبد الله حدثني
مالك عن
محمد بن المنكدر ، وعن
أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله عن
nindex.php?page=showalam&ids=16283عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه أنه سمعه يسأل
أسامة بن زيد ماذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم في الطاعون ؟ قال
أسامة : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
الطاعون رجس أرسل على طائفة من بني إسرائيل - أو على من كان قبلكم - فاذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه ، وإذا وقع بأرض وأنتم [ ص: 69 ] بها فلا تخرجوا فرارا منه قال
أبو النضر : لا يخرجكم إلا فرارا منه . ورواه
مسلم من حديث
مالك ، ومن طرق أخر عن
عامر بن سعد به .
حدثنا
موسى بن إسماعيل حدثنا
داود بن أبي الفرات حدثنا
عبد الله بن بريدة عن
nindex.php?page=showalam&ids=17344يحيى بن يعمر عن
عائشة قالت
سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الطاعون فأخبرني أنه عذاب يبعثه الله على من يشاء من عباده ، وأن الله جعله رحمة للمؤمنين ليس من أحد يقع الطاعون فيمكث في بلده صابرا محتسبا يعلم أنه لن يصيبه إلا ما كتب الله له إلا كان له مثل أجر شهيد تفرد به
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عن
مسلم من هذا الوجه .
حديث آخر قال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : حدثنا
قتيبة حدثنا
ليث عن
ابن شهاب عن
عروة عن
عائشة أن قريشا أهمهم شأن المرأة المخزومية التي سرقت فقالوا : من يكلم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : ومن يجترئ عليه إلا أسامة بن زيد حب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فكلمه أسامة فقال : أتشفع في حد من حدود الله ، ثم قام فخطب ، ثم قال : إنما أهلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه ، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد ، وايم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها وأخرجه بقية الجماعة من طرق عن
[ ص: 70 ] الليث بن سعد به .
حديث آخر : وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري حدثنا
آدم حدثنا
شعبة حدثنا
عبد الملك بن ميسرة سمعت
النزال بن سبرة الهلالي عن
ابن مسعود رضي الله عنه قال
سمعت رجلا قرأ آية ، وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ خلافها فجئت به النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته فعرفت في وجهه الكراهية ، وقال : كلاكما محسن ولا تختلفوا فإن من كان قبلكم اختلفوا فهلكوا تفرد به
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري دون
مسلم .
حديث آخر : قال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري حدثنا
عبد العزيز بن عبد الله حدثنا
ابراهيم بن سعد عن صالح عن
ابن شهاب قال : قال
أبو سلمة بن عبد الرحمن : إن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة قال : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
إن اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم تفرد به دون
مسلم ، وفي سنن
أبي داود nindex.php?page=hadith&LINKID=3509899صلوا في نعالكم خالفوا اليهود . .
حديث آخر : قال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : حدثنا
علي بن عبد الله حدثنا
سفيان ، [ ص: 71 ] عن
عمرو عن
طاوس عن
ابن عباس (
سمعت عمر رضي الله عنه يقول : قاتل الله فلانا ألم يعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لعن الله اليهود ، حرمت عليهم الشحوم فجملوها فباعوها رواه
مسلم من حديث
ابن عيينة ، ومن حديث
nindex.php?page=showalam&ids=16666عمرو بن دينار به . ثم قال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري تابعه
جابر ، nindex.php?page=showalam&ids=3وأبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولهذا الحديث طرق كثيرة ستأتي في باب الحيل من كتاب " الأحكام " إن شاء الله ، وبه الثقة .
حديث آخر قال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : حدثنا
عمران بن ميسرة حدثنا
عبد الوارث حدثنا
خالد عن
أبي قلابة عن
أنس بن مالك قال : ذكروا النار والناقوس فذكروا
اليهود والنصارى ، فأمر بلال أن يشفع الأذان ، وأن يوتر الإقامة وأخرجه بقية الجماعة من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=12134أبي قلابة عبد الله بن زيد الجرمي به .
والمقصود من هذا
مخالفة أهل الكتاب في جميع شعارهم فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قدم
المدينة كان المسلمون يتحينون وقت الصلاة بغير دعوة إليها ، ثم أمر من ينادي فيهم وقت الصلاة : الصلاة جامعة ، ثم أرادوا أن يدعوا إليها
[ ص: 72 ] بشيء يعرفه الناس فقال قائلون : نضرب بالناقوس ، وقال آخر : نوري نارا فكرهوا ذلك لمشابهة أهل الكتاب فأري
nindex.php?page=showalam&ids=113عبد الله بن زيد بن عبد ربه الأنصاري في منامه الأذان ، فقصها على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر
بلالا فنادى به كما هو مبسوط في موضعه من باب الأذان في كتاب " الأحكام " .
حديث آخر قال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري حدثنا
بشر بن محمد أخبرنا
عبد الله أخبرني
معمر ، ويونس عن
الزهري قال : أخبرني عبيد الله بن عبد الله أن
عائشة ، nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس قالا :
لما نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم طفق يطرح خميصة على وجهه فاذا اغتم كشفها عن وجهه فقال وهو كذلك : لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد يحذر ما صنعوا وهكذا رواه في غير موضع ،
ومسلم من طرق عن
الزهري به .
حديث آخر قال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15974سعيد بن أبي مريم حدثنا
أبو غسان قال حدثني
nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم عن
nindex.php?page=showalam&ids=16572عطاء بن يسار عن أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر ، وذراعا بذراع حتى لو سلكوا جحر [ ص: 73 ] ضب لسلكتموه ، قلنا : يا رسول الله اليهود والنصارى ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : فمن ؟ ! وهكذا رواه
مسلم من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم به .
والمقصود من هذه الأخبار عما يقع من الأقوال والأفعال المنهي عنها شرعا مما يشابه أهل الكتاب قبلنا فإن الله ورسوله ينهيان عن مشابهتهم في أقوالهم وأفعالهم حتى ولو كان قصد المؤمن خيرا ، لكنه تشبه بفعله في الظاهر من فعلهم . وكما
نهي عن الصلاة عند طلوع الشمس وعند غروبها; لئلا يشابه المشركين الذين يسجدون للشمس حينئذ ، وإن كان المؤمن لا يخطر بباله شيء من ذلك بالكلية . وهكذا
قوله تعالى ياأيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا وللكافرين عذاب أليم [ البقرة : 104 ] فكان الكفار يقولون للنبي صلى الله عليه وسلم في كلامهم معه : راع نا أي : انظر إلينا ببصرك ، واسمع كلامنا ، ويقصدون بقولهم : راعنا من الرعونة فنهي المؤمنون أن يقولوا ذلك ، وإن كان لا يخطر ببال أحد منهم هذا أبدا .
فقد روى الإمام
أحمد nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي من حديث
عبد الله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال
بعثت بالسيف بين يدي الساعة حتى يعبد الله وحده [ ص: 74 ] لا شريك له ، وجعل رزقي تحت ظل رمحي ، وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري ، ومن تشبه بقوم فهو منهم فليس
للمسلم أن يتشبه بهم; لا في عباداتهم ولا مواسمهم ولا في أعيادهم; لأن الله تعالى شرف هذه الأمة بخاتم الأنبياء الذي شرع له الدين العظيم القويم الشامل الكامل الذي لو كان
موسى بن عمران الذي أنزلت عليه التوراة ،
وعيسى ابن مريم الذي أنزل عليه الإنجيل حيين ، لم يكن لهما شرع متبع بل لو كانا موجودين بل وكل الأنبياء لما ساغ لواحد منهم أن يكون على غير هذه الشريعة المطهرة المشرفة المكرمة المعظمة ، فإذا كان الله تعالى قد من علينا ، بأن جعلنا من أتباع
محمد صلى الله عليه وسلم فكيف يليق بنا أن نتشبه بقوم ،
قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل [ المائدة : 77 ] قد بدلوا دينهم وحرفوه وأولوه حتى صار كأنه غير ما شرع لهم أولا ، ثم هو بعد ذلك كله منسوخ والتمسك بالمنسوخ حرام لا يقبل الله منه قليلا ولا كثيرا ولا فرق بينه وبين الذي لم يشرع بالكلية والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم .
حديث آخر قال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : حدثنا
قتيبة حدثنا
الليث عن
نافع عن
ابن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
إنما أجلكم في أجل من خلا من الأمم ما بين صلاة العصر إلى مغرب الشمس ، وإنما مثلكم ومثل اليهود والنصارى ، كرجل استعمل عمالا فقال : من يعمل لي إلى نصف النهار [ ص: 75 ] على قيراط قيراط ؟ فعملت اليهود إلى نصف النهار على قيراط قيراط ، ثم قال : من يعمل لي من نصف النهار إلى صلاة العصر على قيراط قيراط ؟ فعملت النصارى من نصف النهار إلى صلاة العصر على قيراط قيراط ، ثم قال : من يعمل لي من صلاة العصر إلى مغرب الشمس على قيراطين قيراطين ؟ ألا فأنتم الذين تعملون من صلاة العصر إلى مغرب الشمس على قيراطين قيراطين ، ألا لكم الأجر مرتين . فغضب اليهود والنصارى فقالوا : نحن أكثر عملا وأقل عطاء ! قال الله : هل ظلمتكم من حقكم شيئا ؟ قالوا : لا . قال : فإنه فضلي أوتيه من شئت . وهذا الحديث فيه دليل على أن
مدة هذه الأمة قصيرة ، بالنسبة إلى ما مضى من مدد الأمم قبلها; لقوله
إنما أجلكم في أجل من خلا من الأمم ما بين صلاة العصر إلى مغرب الشمس .
فالماضي لا يعلمه إلا الله كما أن الآتي لا يعلمه إلا هو ، ولكنه قصير بالنسبة إلى ما سبق ، ولا اطلاع لأحد على تحديد ما بقي إلا الله عز وجل كما قال الله تعالى
لا يجليها لوقتها إلا هو [ الأعراف : 187 ] وقال
يسألونك عن الساعة أيان مرساها فيم أنت من ذكراها إلى ربك منتهاها [ النازعات : 42 - 44 ] وما يذكره بعض الناس من الحديث المشهور عند العامة من أنه عليه السلام لا يؤلف تحت الأرض فليس له أصل في كتب الحديث ، وورد فيه حديث إن الدنيا جمعة من جمع الآخرة
[ ص: 76 ] وفي صحته نظر . والمراد من هذا التشبيه بالعمال تفاوت أجورهم ، وأن ذلك ليس منوطا بكثرة العمل ولا قلته ، بل بأمور أخر معتبرة عند الله تعالى ،
وكم من عمل قليل أجدى ما لا يجديه العمل الكثير ; هذه ليلة القدر العمل فيها أفضل من عبادة ألف شهر سواها ، وهؤلاء أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أنفقوا في أوقات لو أنفق غيرهم من الذهب مثل
أحد ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه من تمر . وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه الله على رأس أربعين سنة من عمره ، وقبضه وهو ابن ثلاث وستين على المشهور وقد برز في هذه المدة - التي هي ثلاث وعشرون سنة - في العلوم النافعة والأعمال الصالحة على سائر الأنبياء قبله ، حتى على
نوح الذي لبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما يدعوهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له ، ويعمل بطاعة الله ليلا ونهارا صباحا ومساء صلوات الله وسلامه عليه وعلى سائر الأنبياء أجمعين .
فهذه الأمة إنما شرفت وتضاعف ثوابها ببركة سيادة نبيها وشرفه وعظمته ، كما قال الله تعالى
يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر لكم والله غفور رحيم لئلا يعلم أهل الكتاب ألا يقدرون على شيء من فضل الله وأن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم . [ الحديد : 28 ، 29 ]