[ ص: 9 ] ثم دخلت سنة ثنتين وتسعين ومائة
فيها
دخل هرثمة بن أعين إلى خراسان نائبا عليها ، وقبض على علي بن عيسى ، فأخذ أمواله وحواصله ، وأركبه على راحلة ، ونادى عليه ببلاد
خراسان وكتب إلى
الرشيد بذلك ، فشكره على ذلك ، ثم سيره إلى
الرشيد بعد ذلك ، فحبس بداره
ببغداد .
وفيها
ولى الرشيد ثابت بن نصر بن مالك نيابة الثغور فدخل بلاد الروم ، وفتح مطمورة .
وفيها كان
الفداء بين المسلمين والروم على يدي
ثابت بن نصر .
وفيها
خرجت الخرمية بالجبل وبلاد أذربيجان فوجه
الرشيد إليهم
عبد الله بن مالك بن الهيثم الخزاعي في عشرة آلاف فارس فقتل منهم خلقا كثيرا ، وأسر وسبى ذراريهم ، وقدم بهم
بغداد فأمر
الرشيد بقتل الرجال منهم ، وبالذرية فبيعوا بها ، وكان قد غزاهم قبل ذلك
خزيمة بن خازم .
وفي ربيع الأول منها قدم
الرشيد من الرقة إلى
بغداد في السفن ، وقد
[ ص: 10 ] استخلف على
الرقة ابنه
القاسم ، وبين يديه
خزيمة بن خازم ومن نية
الرشيد الذهاب إلى
خراسان لغزو رافع بن ليث ؛ الذي كان قد خلع الطاعة ، واستحوذ على بلاد كثيرة من بلاد
سمرقند وغيرها ، ثم خرج
الرشيد في شعبان قاصدا
خراسان واستخلف على
بغداد ابنه
محمدا الأمين ، وسأل
المأمون من أبيه أن يخرج معه خوفا من غدر أخيه
الأمين ، فأذن له ، فسار معه وقد شكا
الرشيد في أثناء الطريق إلى بعض أمرائه جفاء بنيه الثلاثة الذين جعلهم ولاة العهد من بعده ، وأراه داء في جسده ، وقال : إن لكل واحد من
الأمين والمأمون والقاسم عندي عينا علي ، وهم يعدون أنفاسي ، ويتمنون انقضاء أيامي وذلك شر لهم لو كانوا يعلمون . فدعا له ذلك الأمير ، ثم أمره
الرشيد بالانصراف إلى عمله وودعه ، وكان آخر العهد به .
وفيها
تحرك ثروان الحروري ، وقتل عامل السلطان بطف البصرة . وفيها
قتل الرشيد الهيصم اليماني . ومات
عيسى بن جعفر وهو يريد اللحاق
بالرشيد .
وفيها
حج بالناس العباس بن عبد الله بن جعفر بن أبي جعفر المنصور .