[ ص: 182 ] ثم دخلت سنة إحدى عشرة ومائتين
وفيها توفي من الأعيان :
أبو الجواب .
nindex.php?page=showalam&ids=16260وطلق بن غنام ، nindex.php?page=showalam&ids=16360وعبد الرزاق بن همام الصنعاني ، صاحب " المصنف " ، و " المسند " ،
nindex.php?page=showalam&ids=16441وعبد الله بن صالح العجلي ، وأبو العتاهية الشاعر المفلق المشهور ، واسمه
إسماعيل بن القاسم بن سويد بن كيسان ، أصله من
الحجاز ، وسكن
بغداد وكان يبيع الجرار أولا ، ثم حظي عند الخلفاء لا سيما
المهدي ، وقد كان يعشق جارية
للمهدي اسمها
عتبة وقد
[ ص: 183 ] طلبها من الخليفة غير مرة ، فإذا سمح له بها لا تريده الجارية ، وتقول للخليفة : أتعطيني لرجل دميم الخلق كان يبيع الجرار ؟ فكان يكثر التغزل فيها ، وشاع أمره واشتهر بها ، وكان
المهدي يفهم ذلك منه .
وقد اتفق في بعض الأحيان أن الخليفة
المهدي استدعى الشعراء إلى مجلسه فاجتمعوا ، وكان فيهم
أبو العتاهية nindex.php?page=showalam&ids=15529وبشار بن برد الأعمى ، فسمع صوت
nindex.php?page=showalam&ids=11876أبي العتاهية ، فقال
بشار لجليسه : أثم هاهنا
أبو العتاهية ؟ قال : نعم . فوجم لها
بشار ، ثم استنشد
المهدي أبا العتاهية . فانطلق ينشده قصيدته فيها ، التي أولها :
ألا ما لسيدتي ما لها أدلت فأحمل إدلالاها
فقال
بشار لجليسه : ما رأيت أجسر من هذا . حتى انتهى
أبو العتاهية إلى قوله :
أتته الخلافة منقادة إليه تجرر أذيالها
فلم تك تصلح إلا له ولم يك يصلح إلا لها
ولو رامها أحد غيره لزلزلت الأرض زلزالها
[ ص: 184 ] ولو لم تطعه بنات القلوب لما قبل الله أعمالها
فقال
بشار لجليسه : انظر ويحك ، أطار الخليفة عن فراشه أم لا ؟ قال : فوالله ما خرج أحد من الشعراء يومئذ بجائزة غيره .
وقال
ابن خلكان : اجتمع
أبو العتاهية nindex.php?page=showalam&ids=12185بأبي نواس وكان في طبقته وطبقة
بشار ، فقال
أبو العتاهية nindex.php?page=showalam&ids=12185لأبي نواس : كم تعمل في اليوم من الشعر ؟ قال : بيتا أو بيتين . فقال : لكني أعمل المائة والمائتين . فقال
أبو نواس : لأنك تعمل مثل قولك :
يا عتب ما لي ولك يا ليتني لم أرك
ولو أردت مثل هذا الألف والألفين ، لقدرت عليه ، وأنا أعمل مثل قولي :
من كف ذات حر في زي ذي ذكر لها محبان لوطي وزناء
ولو أردت مثل هذا لأعجزك الدهر .
قال
ابن خلكان : ومن لطيف شعر
nindex.php?page=showalam&ids=11876أبي العتاهية :
ولقد صبوت إليك حت ى صار من فرط التصابي
[ ص: 185 ] يجد الجليس إذا دنا ريح التصابي في ثيابي
قال
ابن خلكان : وأشعاره كثيرة ، وكان مولده سنة ثلاثين ومائة ، وتوفي يوم الاثنين ثالث جمادى الآخرة سنة إحدى عشرة وقيل : ثلاث عشرة ومائتين . وأوصى أن يكتب على قبره
ببغداد :
إن عيشا يكون آخره الموت لعيش معجل التنغيص