[ ص: 232 ] خلافة nindex.php?page=showalam&ids=15269المعتصم بالله أبي إسحاق محمد بن هارون الرشيد
بويع له بالخلافة يوم مات أخوه
المأمون بطرسوس يوم الخميس الثامن عشر من رجب من سنة ثماني عشرة ومائتين وكان إذ ذاك مريضا ، وهو الذي صلى على أخيه
المأمون وقد شغب بعض الجند فأرادوا أن يولوا
العباس بن المأمون فخرج عليهم
العباس فقال لهم : ما هذا الحب البارد ؟ أنا قد بايعت عمي
المعتصم . فسكن الناس وخمدت الفتنة ، وركب البرد بالبيعة
للمعتصم إلى الآفاق ، وبالتعزية
بالمأمون . فأمر
المعتصم بهدم ما كان بناه
المأمون في مدينة
طوانة وأمر بإبطال ذلك ، ونقل ما كان حول إليها من السلاح وغير ذلك ، وأذن للفعلة بالانصراف إلى بلدانهم وأقاليمهم ، ثم ركب
المعتصم في الجنود قاصدا
بغداد وصحبته
العباس بن المأمون فدخلها يوم السبت مستهل شهر رمضان في أبهة عظيمة وتجمل تام .
[ ص: 233 ] وفي هذه السنة دخل خلق كثير من أهل
همذان وأصبهان وماسبذان ، ومهرجان في دين
الخرمية ، فتجمع منهم بشر كثير فجهز إليهم
المعتصم جيوشا كثيرة ، آخر من جهز إليهم
إسحاق بن إبراهيم بن مصعب في جيش عظيم ، وعقد له على الجبال فخرج من
بغداد في ذي القعدة ، وقرئ كتابه بالفتح يوم التروية ، وأنه قهر
الخرمية ، وقتل منهم خلقا كثيرا ، وهرب بقيتهم إلى بلاد
الروم ، ولله الحمد والمنة . وعلى يديه جرت فتنة
الإمام أحمد بن حنبل وضرب بين يديه كما سيأتي بسط ذلك في ترجمة
أحمد عند ذكر وفاته في سنة إحدى وأربعين ومائتين ، إن شاء الله وبه الثقة .
وحج بالناس في هذه السنة
صالح بن العباس بن محمد وضحى
أهل مكة يوم الجمعة ،
وأهل بغداد ضحوا يوم السبت .