ودانت
اليمن ، وأهلها للإسلام ، ومات
باذان فقام بعده ولده
شهر بن باذان وهو الذي قتله
الأسود العنسي حين تنبأ وأخذ زوجته - كما سيأتي بيانه - وأجلى عن
اليمن نواب رسول الله فلما قتل
الأسود عادت اليد الإسلامية عليها . وقال
ابن هشام . وهذا هو الذي عنى به
سطيح بقوله : نبي زكي ، يأتيه الوحي من قبل العلي والذي عنى شق بقوله : بل ينقطع برسول مرسل يأتي بالحق والعدل بين أهل الدين والفضل ، يكون الملك في قومه إلى يوم الفصل .
قال
ابن إسحاق : وكان في حجر
باليمن فيما يزعمون كتاب بالزبور كتب في الزمان الأول : لمن ملك
ذمار ؟ لحمير الأخيار لمن ملك
ذمار ؟ للحبشة الأشرار لمن ملك
ذمار ؟ لفارس الأحرار لمن ملك
ذمار ؟ لقريش التجار . وقد نظم بعض الشعراء هذا المعنى فيما ذكره
المسعودي حين شيدت ذمار قيل لمن أنت فقالت لحمير الأخيار ثم سيلت من بعد ذاك فقالت
أنا للحبش أخبث الأشرار [ ص: 170 ] ثم قالوا من بعد ذاك لمن أنت
فقالت لفارس الأحرار ثم قالوا من بعد ذاك لمن أنت
فقالت إلى قريش التجار
ويقال : إن هذا الكلام الذي ذكره
محمد بن إسحاق وجد مكتوبا عند قبر
هود عليه السلام حين كشفت الريح عن قبره بأرض
اليمن ، وذلك قبل زمن
بلقيس بيسير في أيام
مالك بن ذي المنار أخي
عمرو ذي الأذعار بن ذي المنار ، ويقال : كان مكتوبا على منبر
هود أيضا وهو من كلامه عليه السلام . حكاه
السهيلي . والله أعلم .