[ ص: 464 ] خلافة المستعين بالله
وهو
أبو العباس أحمد بن محمد ابن المعتصم بويع له بالخلافة يوم مات
المنتصر ، بايعه عموم الناس ، ثم خرجت عليه شرذمة من
الأتراك يقولون : يا
معتز ، يا
منصور . فالتف عليهم خلق ، وقام بنصر
المستعين جمهور الجيش ، فاقتتلوا قتالا شديدا أياما ، فقتل خلق من الفريقين ، وانتهبت أماكن كثيرة من
بغداد وجرت فتن كثيرة جدا ، ثم استقر الأمر
للمستعين فعزل وولى ، وقطع ووصل ، وأمر ونهى .
وفيها مات
بغا الكبير في جمادى الآخرة ، فولى الخليفة مكانه ولده
موسى بن بغا ، وقد كانت له همة عالية ، وآثار سامية ، وغزوات في المشارق والمغارب متوالية .
وفي هذه السنة ابتاع
المستعين من أبي عبد الله المعتز شيئا كثيرا من المتاع والأثاث والضياع بما قيمته عشرة آلاف ألف دينار ، وعشر حبات جوهر ،
[ ص: 465 ] ومن
إبراهيم بما قيمته ثلاثة آلاف ألف دينار وثلاث حبات .
وفيها
عدا أهل حمص على عاملهم فأخرجوه من بين أظهرهم ، فبعث إليهم
المستعين فأخذ منهم مائة رجل من سراتهم ، وأمر بهدم سورهم .
وفيها حج بالناس
محمد بن سليمان الزينبي .