[ ص: 562 ] ثم دخلت
سنة أربع وستين ومائتين
في المحرم منها عسكر
أبو أحمد وموسى بن بغا بسامرا ، وخرجا منها لليلتين مضتا من صفر ، وخرج
المعتمد لتوديعهما ، وسارا فلما وصلا إلى
بغداد توفي الأمير
موسى بن بغا بها ، وحمل إلى
سامرا ودفن بها .
وفيها
ولي محمد بن المولد واسط فحاربه
سليمان بن جامع نائبها من جهة الخبيث صاحب
الزنج فهزمه
ابن المولد بعد
حروب طويلة بينهما .
وفيها سار
ابن الديراني إلى مدينة
الدينور فاجتمع عليه
دلف بن عبد العزيز بن أبي دلف ، وابن عياض ، فهزماه ونهبا أمواله ورجع مغلولا .
ولما توفي
موسى بن بغا عزل الخليفة
المعتمد الوزير الذي كان من جهته ; وهو
سليمان بن وهب وحبسه مقيدا وأمر بنهب دوره ودور أقربائه ، ورد
الحسن بن مخلد إلى الوزارة ، فبلغ ذلك
أبا أحمد وهو
ببغداد ، فسار بمن معه إلى
سامرا ; فتحصن منه أخوه
المعتمد بجانبها الغربي ، فلما كان يوم التروية عبر جيش
أبي أحمد إلى الجانب الذي فيه
المعتمد ، فلم يكن بينهم قتال بل اصطلحوا على رد
سليمان بن وهب إلى الوزارة ، وهرب
الحسن بن مخلد فنهبت أمواله
[ ص: 563 ] وحواصله واختفى
أبو عيسى ابن المتوكل ثم ظهر ، وهرب جماعة من الأمراء إلى
الموصل ; خوفا من
أبي أحمد .
وحج بالناس فيها
هارون بن محمد بن إسحاق بن موسى بن عيسى الهاشمي الكوفي .