[ ص: 735 ] ثم دخلت سنة أربع وتسعين ومائتين
في المحرم من هذه السنة اعترض
زكرويه - لعنه الله - وأصحابه الحجاج من أهل
خراسان وهم قافلون من
مكة فقتلهم عن آخرهم وأخذ أموالهم وسبى نساءهم فكان قيمة ما أخذه منهم ألفي ألف دينار ، وعدة من قتل عشرين ألف إنسان وكانت
نساء القرامطة يطفن بين القتلى من الحجاج بالماء صفة أنهن يسقين الجرحى فمن كلمهن من الجرحى قتلنه وأجهزن عليه لعنهن الله وقبح أزواجهن .
ذكر مقتل زكرويه لعنه الله
لما بلغ الخليفة خبر الحجيج وما أوقع بهم الخبيث
زكرويه جهز إليه جيشا كثيفا فالتقوا معه فاقتتلوا قتالا شديدا جدا قتل من
القرامطة خلق كثير ولم يبق إلا القليل ، وذلك في أول ربيع الأول منها ، وضرب
زكرويه - لعنه الله - بالسيف في رأسه فوصلت الضربة إلى دماغه وأخذ أسيرا فمات بعد خمسة أيام ففتحوا عن بطنه وصبروه وحملوه في جماعة من رءوس أصحابه إلى
بغداد واحتوى العسكر على ما كان بأيدي
القرامطة من الأموال والحواصل
[ ص: 736 ] ولله الحمد . وأمر الخليفة بقتل أصحاب القرمطي وأن يطاف برأس القرمطي في سائر بلاد
خراسان لئلا يمتنع الناس عن الحج بسبب ما وقع ، وأطلق من كان بأيدي
القرامطة من النساء والصبيان الذين أسروهم .
وفيها غزا
أحمد بن كيغلغ نائب
دمشق بلاد الروم من ناحية
طرسوس فقتل منهم نحوا من أربعة آلاف وأسر من ذراريهم نحوا من خمسين ألفا ، وأسلم بعض البطارقة من الروم ، وجاء معه بنحو من مائتي أسير كانوا في حصنه ، فأرسل ملك الروم جيشا في طلبه ، فركب هو في جماعة من المسلمين وكبس الروم فقتل منهم مقتلة عظيمة وغنم منهم غنيمة كثيرة جدا ، ولما قدم على الخليفة أكرمه وأحسن إليه وأعطاه ما تمناه .
وفيها ظهر
بالشام رجل فادعى أنه السفياني فأخذ وبعث به إلى
بغداد فادعى أنه موسوس .
وحج بالناس
الفضل بن عبد الملك الهاشمي .