[ ص: 807 ] ثم دخلت
سنة ست وثلاثمائة
في أول يوم من المحرم ، وهو مستهل هذه السنة - فتح المارستان الذي بنته السيدة
أم المقتدر ، وجلس فيه
سنان بن ثابت الطبيب ورتبت فيه الأطباء والخدم والقومة وكانت نفقته في كل شهر ستمائة دينار ، وأشار
سنان بن ثابت على الخليفة ببناء مارستان فقبل منه وبني وسمي المقتدري .
وفيها وردت الأخبار عن أمراء الصوائف بما فتح الله عليهم من الحصون في بلاد
الروم .
وفيها شغب العامة وأرجفوا بموت
المقتدر ، فركب في الجحافل حتى بلغ الثريا ورجع من باب العامة ووقف طويلا ليراه الناس ثم ركب إلى الشماسية وانحدر إلى دار الخلافة في
دجلة فسكنت الفتن .
وفيها قلد
المقتدر حامد بن العباس الوزارة وخلع عليه وخرج من عنده وخلفه أربعمائة غلام لنفسه ، ثم تبين عجزه ، فأخرج
علي بن عيسى وجعله معه لينفذ الأمور وينظر معه في الأعمال ، وكان
أبو علي بن مقلة ممن يكتب أيضا بحضرة
حامد بن العباس الوزير ، ثم صارت المنزلة كلها
لعلي بن عيسى واستقل بالوزارة في السنة الآتية .
وفيها أمرت السيدة
أم المقتدر قهرمانة لها تعرف بثمل أن تجلس في التربة التي بنتها بالرصافة في كل يوم جمعة ، وأن تنظر في المظالم التي ترفع إليها في القصص ، وحضر في مجلسها
[ ص: 808 ] القضاة والفقهاء .
وحج بالناس فيها
الفضل بن عبد الملك الهاشمي .