وممن توفي فيها من الأعيان :
الخلال أحمد بن محمد بن هارون ، أبو بكر الخلال
صاحب كتاب " الجامع لعلوم الإمام
أحمد " ولم يصنف في مذهب الإمام
أحمد مثل هذا الكتاب ، وقد سمع الحديث من
الحسن بن عرفة وسعدان بن نصر وغيرهما . وكانت وفاته يوم الجمعة قبل الصلاة ليومين مضيا من ربيع الأول منها .
أبو محمد الجريري ، أحد أئمة الصوفية ،
أحمد بن محمد بن الحسين ،
أبو محمد الجريري
أحد كبار الصوفية ، صحب سريا السقطي ، وكان
الجنيد يكرمه ويحترمه ، ولما حضرت
الجنيد الوفاة أوصى أن يجالس
الجريري ، وقد اشتبه على
الجريري هذا شأن
الحلاج ، فكان ممن أجمل القول فيه ، على أن
الجريري هذا مذكور بالصلاح والديانة وحسن الأدب مع الله عز وجل .
الزجاج صاحب " معاني القرآن "
إبراهيم بن السري بن سهل ،
nindex.php?page=showalam&ids=14416أبو إسحاق الزجاج
كان فاضلا دينا حسن الاعتقاد ، وله المصنفات الحسنة ،
[ ص: 8 ] منها كتاب " معاني القرآن " وغيره من المصنفات العديدة المفيدة ، وقد كان في أول أمره يخرط
الزجاج ، فأحب علم النحو ، فذهب إلى
المبرد ، فكان يعطي
المبرد كل يوم درهما ، ثم استغنى
الزجاج وكثر ماله ، ولم يقطع عن
المبرد ذلك الدرهم حتى مات
المبرد وقد كان
الزجاج مؤدبا
nindex.php?page=showalam&ids=14944للقاسم بن عبيد الله ، فلما ولي الوزارة كان الناس يأتونه بالرقاع ليقدمها إلى الوزير ، فحصل له بسبب ذلك ما يزيد على أربعين ألف دينار . وكانت وفاته في جمادى الأولى من هذه السنة . وعنه أخذ
أبو علي الفارسي النحوي nindex.php?page=showalam&ids=14417وأبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي ، نسب إليه ; لأخذه عنه ، وهو صاحب كتاب " الجمل " في النحو .
بدر مولى المعتضد
وهو بدر الحمامي ، ويقال له : بدر الكبير . كان في آخر وقت على نيابة
فارس وولي من بعده ولده
محمد .
حامد بن العباس
استوزره
المقتدر في سنة ست وثلاثمائة ، وكان كثير المال والغلمان ، كثير النفقات ، كريما سخيا ، كثير المروءة ، وله حكايات تدل على بذله وإعطائه الأموال الجزيلة ، ومع هذا كان يجمع شيئا كثيرا ، وجد له في مطمورة ألوف من الذهب ، كان في كل يوم إذا دخل إليها ألقى فيها ألف
[ ص: 9 ] دينار ، فلما امتلأت ، طمها ، فلما صودر ، دل عليها ، فاستخرج منها مال جزيل جدا ، ومن أكبر مناقبه أنه كان من أكبر السعاة في
الحسين بن منصور الحلاج حتى قتل ، كما ذكرنا قبل هذا ، ثم كانت وفاة
الوزير حامد بن العباس في رمضان من هذه السنة مسموما .
وفيها توفي
عمر بن محمد بن بجير البجيري صاحب " الصحيح " .
nindex.php?page=showalam&ids=13113ابن خزيمة ،
محمد بن إسحاق بن خزيمة بن المغيرة بن صالح بن بكر السلمي ، مولى مجشر بن مزاحم ،
الإمام nindex.php?page=showalam&ids=13114أبو بكر بن خزيمة ، الملقب بإمام الأئمة ، كان من أوعية العلم وبحوره ، وممن طاف البلدان ، ورحل إلى الآفاق في طلب العلم وسماع الحديث ، وكتب الكثير وصنف وجمع ، وله كتاب " الصحيح " من أنفع الكتب وأجلها ، وهو من المجتهدين في دين الإسلام ، وحكى الشيخ
أبو إسحاق الشيرازي في " طبقات الشافعية " عنه ، أنه قال : ما قلدت أحدا منذ بلغت ست عشرة سنة . وقد ذكرنا ترجمته مطولة في كتابنا " طبقات الشافعية " بما فيه كفاية ، وهو الذي قام يصلي حين وقعت القرعة عليه ليسترزق الله في صلاته حين أرمل هو
nindex.php?page=showalam&ids=15045ومحمد بن نصر ،
ومحمد [ ص: 10 ] بن جرير ومحمد بن هارون الروياني ، وقد أوردها
nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي من طريقين في ترجمته ، وذلك ببلد
مصر في دولة
أحمد بن طولون ، فرزقهم الله على يديه . وقد ذكرنا نحو ذلك في ترجمة
الحسن بن سفيان .
وفيها توفي :
محمد بن زكريا الطبيب
صاحب المصنف الكبير في الطب .