أبو علي بن خيران
الفقيه الشافعي ، أحد أئمة المذهب ، هو
الحسين بن صالح بن خيران أبو علي ، الفقيه الكبير الورع البارع ، عرض عليه منصب
[ ص: 65 ] القضاء فلم يقبل ، فختم الوزير
علي بن عيسى على بابه ، فبقي كذلك ستة عشر يوما ، ولم يجد أهله ماء إلا من بيوت الجيران ، وهو مع ذلك كله يتمنع عليه وعليهم ، ولم يل لهم شيئا ، فقال الوزير : إنما أردنا أن نعلم الناس أن ببلدنا وفي مملكتنا من عرض عليه قضاء القضاة شرقا وغربا فلم يقبل . وقد كانت وفاته في ذي الحجة من هذه السنة ، وقد ذكرنا ترجمته في " طبقات الشافعية " بما فيه كفاية ، رحمه الله .
عبد الملك بن محمد بن عدي ، الفقيه الإستراباذي
أحد أئمة المسلمين والحفاظ المحدثين ، وقد ذكرناه أيضا في " طبقات الشافعية " .
القاضي
أبو عمر المالكي محمد بن يوسف بن يعقوب بن إسماعيل بن حماد بن زيد
أبو عمر القاضي
ببغداد ومعاملاتها في سائر البلاد ، كان من أئمة الإسلام علما ومعرفة وفصاحة وبلاغة وعقلا ورياسة ، بحيث كان يضرب بعقله وحلمه المثل ، وقد روى الكثير عن المشايخ ، وحدث عنه
nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني وغيره من الحفاظ ، وحمل الناس عنه علما كثيرا من الفقه والحديث ، وقد جمع له قضاء القضاة في سنة سبع عشرة وثلاثمائة ، وله مصنفات كثيرة ، وجمع مسندا حافلا ، وكان إذا جلس للحديث ، جلس
أبو القاسم البغوي عن يمينه ، وهو
[ ص: 66 ] قريب من سن أبيه ، وعن يساره
ابن صاعد وبين يديه
أبو بكر النيسابوري ، وسائر الحفاظ حول سريره من كل جانب .
قالوا : ولم ينتقد عليه حكم من أحكامه أخطأ فيه .
قلت : وكان من أعظم صواب أحكامه قتله
الحسين بن منصور الحلاج ، قبحه الله وأخزاه ، وذلك في سنة تسع وثلاثمائة ، كما تقدم .
وقد كان جميل الأخلاق ، حسن المعاشرة ، اجتمع يوما عند أصحابه ، فجيء بثوب فاخر ليشتريه بنحو من خمسين دينارا ، فاستحسنه الحاضرون ، فاستدعى بالقلانسي ، وأمره أن يقطع ذلك الثوب قلانس بعدد الحاضرين . وله مناقب ومحاسن رحمه الله تعالى . وكانت وفاته في رمضان من هذه السنة عن ثمان وسبعين سنة ، وقد رآه بعضهم في المنام ، فقال له : ما فعل بك ربك ؟ فقال : غفر لي بدعوة الرجل الصالح
nindex.php?page=showalam&ids=12352إبراهيم الحربي رحمهما الله .