وممن توفي فيها من الأعيان :
أحمد بن إبراهيم بن نومرد
الفقيه ، أحد أصحاب
ابن سريج ، خرج من الحمام ، فسقط عليه ، فمات من فوره ، رحمه الله .
بجكم التركي
الذي تولى إمرة الأمراء
ببغداد قبل
بني بويه ، وكان عاقلا يفهم بالعربية ولا يتكلم بها ، يقول : أخاف أن أخطئ ، والخطأ من الرئيس قبيح .
[ ص: 136 ] وكان مع ذلك يحب العلم وأهله ، وكان كثير الأموال والصدقات ، ابتدأ بعمل مارستان
ببغداد فلم يتم ، فجدده
عضد الدولة بن بويه .
وكان يقول : العدل أربح للسلطان في الدنيا والآخرة . وكان يدفن أموالا كثيرة في الصحاري ، فلما مات لم يدر أين هي .
وكان ندماء
الراضي قد انحدروا إلى
بجكم وهو
بواسط ، وكان قد ضمنها بثمانمائة ألف دينار ، فكانوا يسامرونه كالخليفة ، فكان لا يفهم أكثر ما يقولون ، وراض له مزاجه الطبيب
سنان بن ثابت الصابئ حتى لان خلقه ، وحسنت سيرته ، وقلت سطوته ، ولكن لم يعمر إلا قليلا بعد ذلك .
ودخل عليه مرة رجل فوعظه فأبكاه ، فأمر له بألف درهم ، فلحقه بها الغلام ، فقال
بجكم لجلسائه : ما أظنه يقبلها ولا يريدها ، وما يصنع هذا بالدنيا ؟ هذا محرق بالعبادة . فرجع الغلام وليس معه شيء ، فقال : قبلها ؟ قال : نعم . فقال
بجكم : كلنا صيادون ولكن الشباك تختلف .
وكانت وفاته لسبع بقين من رجب من هذه السنة ، وسبب موته أنه خرج يتصيد ، فلقي طائفة من
الأكراد ، فاستهان بهم ، فقاتلوه فضربه رجل منهم فقتله . وكانت إمرته على
بغداد سنتين وثمانية أشهر وتسعة أيام ، وخلف من الأموال والحواصل ما ينيف على ألفي ألف دينار ، أخذها
المتقي لله كلها .
[ ص: 137 ] أبو محمد البربهاري الواعظ الحسن بن علي بن خلف أبو محمد البربهاري
العالم الزاهد الفقيه الحنبلي الواعظ ، صاحب المروذي
nindex.php?page=showalam&ids=16065وسهلا التستري ، وتنزه عن ميراث أبيه - وكان سبعين ألفا - لأمر كرهه . وكان شديدا على أهل البدع والمعاصي ، وكان كبير القدر عند الخاصة والعامة ، وقد عطس يوما وهو يعظ الناس ، فشمته الحاضرون ، ثم شمته من سمعهم ، حتى شمته أهل
بغداد فانتهت الضجة إلى دار الخلافة ، فغار الخليفة من ذلك ، وتكلم فيه جماعة من أرباب الدولة فطلب فاستتر عند أخت
توزون شهرا ، ثم أخذه القيام فمات عندها ، فأمرت خادمها أن يصلي عليه ، فصلى عليه ، فامتلأت الدار رجالا عليهم ثياب بيض ، فدفنته عندها ، ثم أوصت أن تدفن عنده ، وكان عمره يوم مات ستا وتسعين سنة ، رحمه الله تعالى .
يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول أبو بكر الأزرق
لأنه كان أزرق العينين ، التنوخي الكاتب ، سمع جده ،
nindex.php?page=showalam&ids=14413والزبير بن بكار [ ص: 138 ] nindex.php?page=showalam&ids=14120والحسن بن عرفة وغيرهم ، وكان خشن العيش ، كثير الصدقة ، يقال : إنه تصدق بمائة ألف دينار . وكان أمارا بالمعروف نهاء عن المنكر ، روى عنه
nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني وغيره من الحفاظ ، وكان ثقة عدلا . توفي في ذي الحجة من هذه السنة عن ثنتين وتسعين سنة ، رحمه الله تعالى .