خلافة المستكفي بالله أبي القاسم عبد الله بن المكتفي بن المعتضد
لما رجع
توزون إلى
بغداد وقد خلع
المتقي لله وسمله ، استدعى
بعبد الله بن المكتفي ، فبايعه على الخلافة ، ولقب
بالمستكفي بالله ، وذلك في العشر الأواخر من صفر من هذه السنة ، وجلس
توزون بين يديه ، وخلع عليه
المستكفي خلعة سنية ، وكان
المستكفي مليح الشكل ربعة ، حسن الجسم والوجه ، أبيض اللون
[ ص: 163 ] مشربا حمرة ، أكحل ، أقنى الأنف ، خفيف العارضين ، وكان عمره يوم بويع بالخلافة إحدى وأربعين سنة ، وأحضر
المتقي بين يديه ، وبايعه وأخذ منه البردة والقضيب ، واستوزر
أبا الفرج محمد بن علي السامري ، ولم يكن إليه من الأمر شيء ، وإنما الذي يتولى الأمور
ابن شيرزاد ، وحبس
المتقي في السجن ، وطلب
المستكفي أبا القاسم الفضل بن المقتدر - وهو الذي ولي الخلافة بعد ذلك ، ولقب
المطيع لله - فاختفى منه ، ولم يظهر مدة خلافة
المستكفي ، فأمر
المستكفي بهدم داره التي عند دجلة .