وممن توفي فيها من الأعيان :
أبو الحسين بن المنادي ، أحمد بن جعفر بن محمد بن عبيد الله بن يزيد [ ص: 195 ] سمع جده
nindex.php?page=showalam&ids=14304وعباسا الدوري nindex.php?page=showalam&ids=14624ومحمد بن إسحاق الصاغاني . وكان ثقة أمينا حجة صادقا ، صنف كثيرا ، وجمع علوما جمة ، ولم يسمع الناس منها إلا اليسير ، وذلك لشراسة أخلاقه ، وآخر من روى عنه
محمد بن فارس الغوري .
ونقل
nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12202أبي يوسف القزويني أنه قال : صنف
nindex.php?page=showalam&ids=12915أبو الحسين بن المنادي في علوم القرآن أربعمائة كتاب ونيفا وأربعين كتابا ، ولا يوجد في كلامه حشو ، بل هو نقي الكلام ، جمع بين الرواية والدراية .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي : ومن وقف على مصنفاته ، علم فضله واطلاعه ، ووقف على فوائد لا توجد في غير كتبه . كانت وفاته في محرم من هذه السنة عن ثمانين سنة .
الصولي محمد بن يحيى بن عبد الله بن العباس بن محمد بن صول أبو بكر الصولي
كان أحد العلماء بفنون الأدب ، حسن المعرفة بأخبار الملوك وأيام الخلفاء ومآثر الأشراف وطبقات الشعراء . روى عن
nindex.php?page=showalam&ids=11998أبي داود السجستاني nindex.php?page=showalam&ids=15153والمبرد وثعلب وأبي العيناء وغيرهم ، وكان واسع الرواية ، جيد الحفظ ، حاذقا بتصنيف الكتب . وله كتب كثيرة هائلة ، ونادم جماعة من الخلفاء ، وحظي عندهم . وكان جده صول وأهله ملوكا
بجرجان ، ثم كان أولاده من أكابر
[ ص: 196 ] الكتاب . وكان
الصولي هذا جيد الاعتقاد ، حسن الطريقة ، وله شعر حسن ، وقد روى عنه
nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني وغيره من الحفاظ .
ومن شعره قوله :
أحببت من أجله من كان يشبهه وكل شيء من المعشوق معشوق حتى حكيت بجسمي ما بمقلته
كأن سقمي من عينيه مسروق
خرج
الصولي من
بغداد إلى
البصرة لحاجة لحقته ، فمات بها في هذه السنة .
وفيها كانت وفاة ابنة
الشيخ أبي الحسن الزاهد المكي
وكانت من العابدات الناسكات المقيمات
بمكة ، وإنما كانت تقتات من كسب أبيها ، مما كان يكتسبه من عمل الخوص في كل سنة بثلاثين درهما يرسلها إليها ، فاتفق أن أرسلها مرة مع بعض أصحابه ، فزاد عليها ذلك الرجل عشرين درهما - يريد بذلك برها وزيادة في نفقتها - فلما اختبرتها قالت : هل وضعت على هذه شيئا ؟ اصدقني بحق الذي حججت له . فقال : نعم . فقالت : ارجع بها ، فلا حاجة لي فيها ، ولولا أنك قصدت الخير لدعوت عليك ; فإنك قد أجعتني عامي هذا ، ولم يبق لي رزق إلا من المزابل إلى قابل . فقلت : ألا تأخذي منها الثلاثين درهما . فقالت : إنها قد اختلطت بمالك ، ولا أدري ما هو . قال الرجل : فرجعت بها إلى أبيها ، فأبى أن يقبلها ، وقال : شققت يا هذا علي ، وضيقت عليها ، ولكن اذهب فتصدق بها .